أ.سالم الفلاحات
لا تدري بأيهما تؤخذ ولأي متحدث تسمع، ولعلّ هذا مقصود بذاته؛ ليختلط الحابل بالنابل فتتشابك الحبال على الرماة بالنبل فتصطادهم بدلاً من صيد الغزلان بعد مشوارٍ طويل شاق..
أتسمع للشاكين في كل قطاع صباح مساء أم للمادحين المستكثرين لما جرى في الإصلاح الذي لا مثيل له عندهم في الأرض؛ لكنّه لم يجد شاكراً؟
أسميتها عجيبة الإصلاح..
أين هذه العظيمة الفريدة الغريبة وأين تسكن وما شكلها وما لغتها وما واقعها؟
أهي على الأرض أم تعيش في الخواطر والآمال والمنامات والرؤى تسمع جعجعة هائلة؛ فحجارة رحى الطاحون يأكل بعضها بعضاً لكنّك لم تجد طحناً ولا طحيناً.
*قالت الجعجعة (الرحى) هنا تعديل قانون الانتخاب فقد حان وقته بعد عشرين عاماً من الشكوى والمراجعة وتقديم البدائل في آلاف ساعات العمل منذ عام 1993م، لكن كيس الطحين بقي فارغاً تماماً إلاّ من قطع الحجارة المتآكلة وبعض بقايا دقيق قديم فقط.
*وقالت الرحى بصوت عالٍ سنعدل الدستور بما يكفل الإصلاح الشامل، ولكن التعديل لم يكن للساق ولا للأغصان الرئيسية، وتشاغلنا ببعض الأوراق فقط، وكانت متساقطة لوحدها بحكم الزمن والمناخ.
*وقالت الرحى سنحاسب الفاسدين بلا هوادة، وسنشكل لهذه الغاية الجليلة مؤسسات ومحاكم لا تعرف التأجيل والمماطلة، لإعادة الحقوق إلى أصحابها، وفرض هيبة الدولة واطمئنان الناس على حقوقهم، وماذا وجد الشعب الأردني؟.
*وقالت الرحى سنجري انتخابات نيابية ستكون بداية التحوّل الديمقراطي الكبير... فواخجلتاه، فالمقدمات في هذا المجلس لا تفضي إلى النتائج الموازية بل بينها انفصام تام وما جرى في المجلس قبل أيام لا يحتاج إلى شرح.
فشخصيات بعض النواب مهتزة بين التصويت الإلكتروني والتصويت المعلن والنتائج مختلفة تماماً، كما رأى الشعب المكلوم كيف ينقلب الهجاء مديحاً خلال دقائق معدودة وسبحان مغيّر الأحوال.
لقد نجح المجلس في تحطيم بقية الأمل عند بقية من كان يظنّ به نفعاً... وبكلمة أخرى فقد تُودّع منه، وما بالك إذن بقدرته على تعديلات دستورية وقانونية تنهض بالأردن من جديد؟ وهل هو بوابة الإصلاح ومدخله؟.
*وما قالت الرحى عن الحريات التي فُهم أنّ سقفها السماء، فزلزلت والتصقت بالأرض وسنّ قانون المطبوعات والنشر وحجبت المواقع الإلكترونية فكانت المجزرة المشهودة القائمة أوضح شاهد.
*وماذا قالت الرحى عن الوضع المعيشي، وليس التصحيح الاقتصادي، وما حال المواطن اليوم الذي يحقق في كلّ مرحلة ارتفاعاً للأسعار في الأساسيات والضروريات، وقد أنجزت الحكومة الإصلاحية رفع الأسعار مرتين وتستعد بعد هذا النجاح الباهر للجولة القادمة؛ فالنجاح يجرّ إلى نجاح، وبعد المحروقات الكهرباء والخبز وربما الهواء..
جميلٌ هو الإصلاح في الأردن خلال ثلاثين شهراً!! وقد تتفوق العجوز السمراء الشمطاء العوراء الحدباء البكماء على بناتها في زمن (الشقلبة)، وما أجمل الإصلاح الرسمي!!.
SALEM.FALAHAT@HOTMAIL.COM