زاد الاردن الاخباري -
«كيمياء، فيزياء، أحياء، رياضيات، أخذ أول حرف من كل كلمة ( ك ف ا ر) أي كفار، شاهدوا خبث الكفار واليهود تالله إنها مؤامرة! اتركوا دراسة العلوم المجوسية حالاً والتحقوا بكلية الشريعة!»
بهذا النوع من المنشورات، يطلّ د. أبو البراء يومياً عبر صفحته على «فايسبوك»، ليسخر من بعض الشيوخ المتطرّفين. يتبعه على فايسبوك أكثر من 56 ألف شخص، ويعرّف عن صفحته الساخرة التي انطلقت في كانون الثاني الماضي بالقول: «عضو في هيئة الأمر بالمعروف، سيف مسلول على رقاب الزنادقة والعلمانيين والليبراليين والمجوس والشيعة».
ينتقي أبو البراء مواضيعه الساخرة بعناية، ليصوّب بشكل كوميدي على ظاهرة الفتاوى العشوائيّة. يقول في أحد منشوراته: «دخلت قسم الطوارئ في احد المستشفيات، فرأيت ما يقشعر له البدن! فقمت بتمحيص كلمة طوارئ (إمرجنسي) فاكتشفت أنها مركبة من كلمتين: أمر + جنسي! والله لتقومنّ علينا الساعة ونحن غافلون!». ويقول في منشور آخر: «يريد البعض فهم الدين كيفما يشاء، ويتناسى أن فهم وتحليل الدين هما حكر على رجال الدين، نحن علينا التفكير والتحليل، وانتم عليكم سؤالنا ثم الاتّباع».
«ما أجمل أن تعيش في مجتمع يقدّسك!»، يقول د. أبو البراء في أحد منشوراته. ويفرد سلسلة من المنشورات لـ «آداب ضرب الزوجة»، كأن يقول: «من آداب ضرب الزوجة أن يقوم الرجل باستخدام كاشف المعادن عليها بعد ضربها، كي لا تبقى شظايا معدنية داخلها قد تكون ذات أهمية، كمفتاح السيارة مثلاً!». .
ويقول في منشور آخر:«سألت زميلي أبا وضاح، كيف تضرب زوجتك؟ فقال: لا اضربها، فقلت: هل أنت ليبرالي وضيع! هل تريدها أن تركب على ظهرك! فأجهش بالبكاء وذهبنا لشراء خيزرانة ليضرب بها زوجته مساءً».
عن طريق المحاكاة الساخرة، يستخدم أبو البراء في منشوراته بعض مفردات الواعظين، ويتهم كل من يخالفه الرأي بأنه «ليبرالي»، أو «علماني» أو «يساري»، ويتوعّد «بني علمان» و«بني ليبرال» بالـ«قتل، نصرة لدين المحبة والسلام».
يحاول أبو البراء توعية المتلقّي لخطر الانقياد من دون تفكير، فيقول في أحد منشوراته: «تستطيع أن تردع فكراً لم يرُق لك بتأجيج الحميّة الدينية والاجتماعية، فهي خير وسيلة لزرع كراهية في أناس اعتادوا التلقين! فلطالما فعلنا ذلك!». ويقول في منشور آخر: «لا يجوز التعايش بسلام ففي ذلك تقليد للغرب الكافر والعياذ بالله».
وفي دردشة فايسبوكية مع «السفير»، يقول القائم على الصفحة، الذي يفضّل الإبقاء على هويّته الحقيقيّة طيّ الكتمان، إنّ «أبا البراء شخصيّة وهميّة لا صلة لها بأحد، وتمّ تصميم صورته باستخدام الـ«فوتوشوب»». ويتابع «أبو البراء ليس شيئاً من الزيف، أبو البراء يرسم حقيقة مؤلمة تتمثل في بعض من يسمّون أنفسهم رجال دين، ويقودون الناس بزعمهم أنهم مُلاّك الفضيلة». يدافع عن نفسه أمام من يتّهمه بالإساءة للدين بالقول: «من قال انّ من ينتقد رجال الدين، ينتقد الدين نفسه؟»
لا يجد أبو البراء حرجاً باعتباره «رجل دين» من أن يتدخل في السياسة، فيدعو في بعض منشوراته الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى «احتلال كلّ الوطن العربي ومن ثم تسليم الحكم له، لإقامة دولة إسلامية»..
.
تحظى صفحة الدكتور أبو البراء باهتمام متزايد، لتحجز لنفسها مساحة في العالم الافتراضي، بين آلاف المواقع والصفحات التي يديرها «رجال دين» متشدّدون، لتشكل محاكاة ساخرة ذلك المجتمع الذي يسعى المتشددون لإقامته. يقول المسؤول عن الصفحة بشيء من الرضا: «يبدو أن الصفحة قد بدأت تؤتي ثمارها لكن ببطء لأن عالمنا العربي يفتقد ثقافة النقد الساخر».