زاد الاردن الاخباري -
برزت عناصر خلاف مؤثرة خلال الساعات القليلة الماضية، عند مناقشة ملف المصالحة الخليجية الذي تديره الآن الكويت، عبر إتصالات متواصلة وغرفة عمليات أقامتها لهذا الغرض، بالتنسيق مع أبو ظبي والأمير سعود الفيصل. إبتعاد الشيخ يوسف القرضاوي مؤقتا عن الخطابة كان عبارة عن إشارة حسن نية من الجانب القطري، يفيد بأن الشيخ تميم بن حمد حريص على تفعيل إتصالات المصالحة، لكن نقطة الخلاف المركزية متمركزة الآن حول مسألتين هما، أداء محطة الجزيرة في المرحلة اللاحقة والموقف القطري السياسي الداعم للاخوان المسلمين.
مصالح قطر المباشرة تتطلب الخضوع لتسوية سياسية بدأت فعلا إتصالاتها من أجل ضمان عدم تأثر خطة إستضافة كأس العالم لعام 2020، وهو الموضوع الذي يعتبر الحلقة الأضعف في المسيرة القطرية، حيث برزت مؤشرات على ان عناصر الضغط السعودية على قطر يمكن أن تستثمر الحاجة القطرية الملحة لعدم تأثر تحضيرات كأس العالم، خصوصا إذا ما نفذ السعوديون تهديداتهم بإغلاق الحدود البرية والجوية. على هذا الأساس أبلغ أمير قطر بأنه مستعد لزيارة أبو ظبي والرياض فورا، على أمل طي صفحة الخلاف، والتطلع للمستقبل، لكن الموقف السعودي كان يشير الى ان هذه الزيارة غير ممكنة قبل الإتفاق على تسوية سياسية لها علاقة بالشروط المعروفة من الجانب السعودي.
قطر تبدو مستعدة لتحييد ظاهرة القرضاوي وتقديم إعتذارات عن إنتقاداته لدولة الإمارات مقابل إسكات الجنرال ضاحي خلفان.
وتبدو مستعدة للتفاهم على منع اية إساءة لدول الخليج في محطة الجزيرة ، لكن ما ليست مستعدة له هو الإنقلاب التام على موقفها من ملف الاخوان المسلمين، والدخول في منظومة السيناريو السعودي المتعلق بضم جميع دول الخليج لتصنيف الاخوان المسلمين بالإرهاب .
حتى الشيخ يوسف القرضاوي أظهرت الدوحة مرونة في التعامل مع إحتمالية تجميد نشاطه، أو السماح له بمغادرة قطر، في الوقت الذي بدأت تتسرب فيه أنباء عن إختياره «تونس» وضيافة الشيخ راشد الغنوشي في حال، تقررت، او قرر، المغادرة .
العرب اليوم