حفلة غنائية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري

أسامة جبور مساحة صوتية على خارطة الطرب الأصيل بتضاريس الإلتزام والإبداع- فيديو

زاد الاردن الاخباري -

جلنار الراميني – طائر ما زال يحلق بأجنحة التميز في سماء الشموخ الفني ، طائر يصافح عنان السماء بإبداعه ، طائر اتخذ من الأردن حضنا دافئا ، صيّر من حنجرته الذهبية سلما للإرتقاء إلى عالم الفن المخملي ، التزم فأبدع ، وغنى فأطرب ، انتمى فأخلص ، حلم فعمل ، ليكون في قافلة الذين توجوا الفن باللحن العذب ، والكلمة الراقية ، والآداء الجذّاب .
أحب الهاشميين بدم الأصالة ، والشاهد "عربي عربي الملك حسين" ، وأتحف جمهوره "كل الي بشوفك يحبك" ليكون حبه في قلوبهم ، وشم لا يمكن انتزاعه.

أسامة جبور ..هذا المطرب الذي رسم منحنى الفن ، بعد ان عمل في المجال الجوي ، فهو حاصل على شهادة في الطيران ، وعمل كمضيف جوي في الملكية الأردنية لمدة (10) سنوات ، وكان من الطاقم المرافق لجلالة المغفور له – بإذن الله تعالى – الحسين ، واستطاع أن يتعلم منه الكثير خلال رحلاته من جلالة المغفور له .

جبور وخلال اتصال "زاد الأردن" معه ، أكد أنه يعشق الأردن أولا ، ويعشق الفن الأصيل ثانيا ، ويعشق التميز ثالثا ، مشيرا أن الفن مغروس في قلبه ، منذ نشأته ، خاصة وان يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة، الأمر الذي جعله يقدم الأغاني الإنجليزية في عدد من الدول الغربية ، منوها أن أحد المسؤولين كان له دور كبير من خلال تقديمه في مهرجان عالمي في ميامي عام 1986م - حيث كان يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية ، علما أنه كان العربي الوحيد في المهرجان إلى جانب إحدى المطربات العالميات ، بحضور لافت آنذاك ، واستطاع أن يوصل صوته إلى الحضور بتوقيع "أسامة جبور".

وليس هذا فحسب ، بل تمكن جبور من رسم خطى عربية حيث الأغاني المحلية التي ساهمت في وجوده على عرش الفن الملتزم ، فما يهمه الكلمة واللحن بعيدا عن الصخب و"الفيديو كليبات" التي يعتبرها من كماليات الأغنية ، فالشخص إذا أراد ان يستمع يستمع بأذنين ، وليس بعينيه ، وهذا بحسب اعتراف عدد من المطربين المتميزين في الوطن العربي– بحسب جبور - .

جبور جعل من "زاد الأردن" منفسا له ، وعبر عن سعادته حيال تاريخه الفني الذي ما زال شاهدا على الرقي الشامل ، حيث تعاونه مع الملحن الكبير ملحم بركات من خلال الأغاني التي ما زالت متألقة إلى يومنا هذا ، كأغنية ولا مرة ، وأغنية طيوبة ، وأغنية كل الي يشوفك يحبك.

منوها أن هنالك علاقات قوية تجمعه بعدد من الملحنين الكبارأمثال سهيل عرفة ، وليد توفيق، إلياس كرم، جمال سلامة ، نور الملاح، والراحل وديع الصافي ، مبينا ان هؤلاء الملحنين يعتبرون من أبرز النجوم على الساحة الفنية ، وهم عمالقة على الساحة الفنية ، ولا يتعاونون إلا مع اصحاب الأصوات الرائعة ، وقال "كثيرون أشادوابصوتي ، والحمد الله ، هذا فخر لي بالطبع ، إلا أن الجهات المعنية في الاردن لم تع قيمة الأصوات العملاقة".

 إضافة إلى ان الفنانة العملاقة ماجدة الرومي ، تثني مرارا على صوته الجهوري ، وما أن تكلمت العمالقة ، فهذا يعني أنه في مراتب التميز.

وعبر جبور عن استيائه حيال الأصوات الأردنية الصاعدة ، واعتبر ان الكثيرين منهم يغنون للوطن من أجل "الشحدة" – بحسب تعبيره - ، لافتا إلى أنه يستمع مرارا للأصوات الجديدة ، مبينا " ان هنالك نشاز واضح  في أصواتهم ،بالرغم من هذا فهنالك دعم واضح لهم بالرغم من افتقارهم لحنجرة تستحق الاحترام".

ولأن جبور استطاع أن يقفز إلى الطرب بقوة ، فقد تم اختياره كعضو في لجنة تحكيم أحد المهرجانات العربية ، إلا أن التنازل عن مبدأه في المصداقية ، حدا به عدم الموافقة على ذلك .

لافتا إلى أن هنالك طاقات أردنية حري الاهتمام بها ، تحسبا من فقدانها ، مشيدا بصوت الفنانة غادة عباسي ، وليندا حجازي وأصوات أردنية لها مساحة واسعة من التألق الذي يتصف بالاعتماد على الكلمة واللحن أولا، وعلى الآداء ثانيا.

أسامة جبور أضحى مدرسة في الفن ، ومن الواجب استرجاع مهاراته في انتقاء اللحن والكلمة ، فهو شخص ثري بالصوت الماسي ، وثري باللحن الراقي ، وثري بالآداء الملتزم غير معتمد على فتيات الرقص في سبيل الانتشار ، لإيمانه أن الإبداع ثقافة شاملة وليس فن في "الهز" ، معللا ذلك أن زمن "أم كلثوم" ومحمد عبد الوهاب ، وفريد الأطرش وأسمهان وغيرهم من عمالقة الزمن الجميل ما زال طربهم يدق الذاكرة استمتاعا، بالرغم من عدم وجود الفن الاستعراضي كيومنا هذا.

ونوه جبور من منبر زاد الأردن" الفني وجود حفلة غنائية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري ، في مركز الحسين الكائن برأس العين الساعة السابعة مساء ، حيث سيعلن حبه للفن من خلال مقتطفات من الأغاني "الرحبانية" ، إضافة إلى تقديم الطرب الأصيل والحان عبد الوهاب "يا مسافر وحدك" وعدد  من الأغاني الطربية ، التي ستعيد الجمهور للزمن الأصيل ، فصوته جواز سفر بختم جبور ، وما دام هنالك تحد وإرادة امام معيقات الإبداع إلا أن حبه للفن ، يصيّر تلك المعيقات إلى أحلام ينجزها .