زاد الاردن الاخباري -
جلنار الراميني - رحلت مودعة ابتسامة الطفولة ، برحمة من السماء ذهبت روحها إلى جنان الخلد ، لم تعلم أن بركة السباحة في مدرستها ستزهق روحها ، فابتسامتها الوديعة، وبراءة محياها لم تشفع لها لتهرب من القدر ، إلا أن القدر شاء أن يأخذها من الحياة ، وأن تترنح جثتها ، ترنح الورود في أرض يابسة.
"سيلين" الطفلة التي قضت في بركة سباحة في إحدى المدارس الخاصة أمس ، ودعت أهلها صباحا ، وودعوها مساء بنعش بكى على طفولتها البريئة ، لتكون جراح محبيها جراح الطائر نزف مودعا عشه ، وجراح الألم في ذروة الحسرة .
هي طائر في الجنة - بإذن الله - هي الروح التي صعدت فجأة ، ورقابة المدرسة على صفيح ساخن ، من المساءلة ، فكيف لمدرسة ضخمة ان لا تتابع تحركات الاطفال بوجود بركة سباحة ، وأين هم معلمات المدرسة والرقابة على المسبح حينها ، وماهو الإجراء الرادع حيال المدرسة ؟!!!.
مواقع التواصل الاجتماعي زخرت بصورة سيلين ، والمحزن في الامر أن يتلقى والد سيلين نبأ وفات ابنته وهو بعيد عن الأردن ، علما أنه خصص صورته الشخصية في "الفيس بوك" بصورة "الفقيدة سيلين" ، ليعلق أحد الأصدقاء على الصورة "تتربى بعزّك" ، ليجيب والدها : ابنتي ماتت.
غصة والدين تتبعها ذكريات بعين الحسرة ، فشمعة ابنتهم انطفأت بماء المسبح الذي بقي حديث الشارع ، وحديث الجهات المعنية ، هذه الحادثة الثانية قبل سنتين لذات الظروف لطفل قضى في مسبح إحدى المدارس الخاصة أيضا، الأبطال في قصص الفجيعة هم الاطفال ، وأولياء الامور تحترق قلوبهم آهات .
سيلين ماتت ، فأين تلك الابتسامة ، أنها موجودة في البوم صورها ، وهنا تنشر "زاد الأردن" صور سيلين ، التي ابعثت رائحة البراءة منها نسمات عطرت المكان ذكرى.