أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
وقفة احتجاجية للمطالبة بضرورة شمول كافة الطلبة بالمنح والقروض مجموعة السبع تعارض عملية رفح الصفدي: يجب أن تنتهي أعمال إسرائيل وإيران الانتقامية إصابة جنديين إسرائيليين خلال تبادل لإطلاق النار بمخيم نور شمس استطلاع: الإسرائيليون ما زالوا يفضلون غانتس لرئاسة الحكومة القاهرة تحذر من عواقب اتساع رقعة الصراع مصادر حكومية: إسرائيل لن تعلن رسميا مسؤوليتها عن الهجوم على إيران شركات الطيران تغير مسار رحلاتها بعد هجوم إسرائيل على إيران قائد بالجيش الإيراني: مسيرات صغيرة هاجمت أجواءنا صحيفة: إسرائيل أطلقت صواريخ بعيدة المدى على إيران إسرائيل نفذت ضربة ضد إيران في ساعة مبكرة الجمعة كاميرون: نعتقد أن خفض التصعيد أمر أساسي بايدن يحذر الإسرائيليين من مهاجمة حيفا بدل رفح أمبري: على السفن التجارية في الخليج وغرب المحيط الهندي البقاء في حالة حذر مسؤول إيراني: لا توجد خطة للرد الفوري على إسرائيل سانا: عدوان إسرائيلي استهدف مواقع الدفاعات الجوية في المنطقة الجنوبية السفارة الأميركية بالكيان تضع قيودا لموظفيها حماس تدعو لشد الرحال إلى الأقصى الذهب يواصل الصعود عالميًا بن غفير: الهجوم ضد إيران مسخرة

محاولة للفهم

15-04-2014 09:25 PM

في هذه المرحلة من تاريخ الدول العربية والاسلامية ظهر وبشكل واضح ما يمكن تسميته بذراع الدين السياسي للدولة العربية ، وهذا المفهوم الذي اصبح واقعا جاء نتيجة تداعيات الربيع العربي الأخيرة وبروز وسيطرة الاتجاه المتطرف داخل تلك الدول ومطالبته بإحداث تغيير سياسي في منهج الحكم ليصبح منهج حكم قائم على الدين بشقة التاريخي قبل الف واربعمائة عام ، ووضع هذا المنهج كمخلص رئيسي للشعوب ذات الثقافة الدينية من حكم مجموعة من الزعماء والقادة الخائنين للدين أولا وللشعب ثانيا من منظور أصحاب هذا المطلب .
وخلال فترة الستين عاما الماضية وبعد معركة جمال عبد الناصر ضد الإخوان وتلاها معركة حافظ الأسد وزين العابدين في تونس وخروج إسلامي الجزائر من أول تجربة ديموقراطية بإنقلاب سياسي على الدين ، بعد كل ذلك جاءت الفرصة لهذه التيارات الدينية في أن تعود للساحة العربية وبقوة تاريخها الثوري في بلاد شرق اسيا وخصوصا افغانستان ، وبعد أن تم بيعهم من قبل دول اسلامية لصالح الغرب عند أول ضربة تم توجيهها للغرب في عام 2001 وتلاها محاولات منهم لتوجيه ضرباتهم لداخل تلك الدول العربية .
وإستمرت محاولاتهم لإثبات الوجود على الأرض من خلال حركات ثورية تناثرت في اجزاء من افريقيا الغائبة عن عين المراقب السياسي وبعض المناطق العربية التي دمج هؤلاء أنفسهم فيها مع الشعب ذو الثقافة الدينية المتشددة ، وكانت النتيجة إنفجار كبير كانت أرضه أولا العراق وتلاها أرض سوريا اليوم وتمكنت تلك الجماعات من أن تضع قدمها على الخارطة الجغرافية والسياسية في المنطقة وتطرح نفسها كطرف في أية مفاوضات تمت أو ستتم مع الأنظمة السياسية القائمة أو دول غربية تحاول أن تبقي تأثيرها في المنطقة وإن إختلف الأداة لتحقيق هذا التأثر .
وكان لابد من اللجوء للدين من قبل تلك الأنظمة السياسية للإبقاء على قاعدتها الشعبية التي لاتستند لها في أساس وجودها كأنظمة حاكمة بقدر إستنادها لهم كجزء من كيان الدولة تاريخا وإصطلاحا ، وهنا فتحت تلك الأنظمة السياسية لذراع الدين السياسي الموالي أبوابها على اتساع وحرصت على عمل توافق في الطرح بين هذا الدين في كل دولة مع الأخرى للوصول الى مفهوم ديني متفق عليه من قبل الكثير من افرادهم مجتمعين للوقوف في وجه التمدد السريع للدين المتشدد والمطالب بنظام حكم يرفض وجود تلك الأنظمة كجزء منه .
والذي يتابع الطرح الاعلامي لهذا المشروع الذي تستند عليه تلك الأنظمة يجده طرح دينيا توافقيا ويميل للسلم والتسليم بأن الخروج على القائد فتنة وقد يصل للكفر ، وهم يستخدمون بهذا الطرح كل ما يملكون من قوة مال وسلطة وافراد يملكون قواعد شعبية كبيرة لدى فئات كثيرة من مجتمعاتهم حقق خلال فترات زمنية طويلة مصداقية عالية لدى الشعوب ، وتم التركيز على الفئة الشابة من رجال الدين هؤلاء وهم برزوا إعلاميا خلال السنوات الماضية وحققوا تواجد كبير في الساحة الاعلامية الدينية في تلك المجتمعات وتمكنوا من إحداث تغيير كبير في صورة رجل الدين التقليدية لدى الجماهير وأبرزوا صورة رجل الدين المتحضر والذي يرتدي البدلة ويشذب لحيته وتفوه من عطور باريس وبقية مسلتزمات الرجل العصري .
وفي نفس الوقت تقوم تلك الأنظمة بجهد إعلامي كبير لأبراز الطرف الديني المتشدد والثوري بأبشع صوره للجماهير مستخدمة بذلك ما تملك من صور جمعتها من هنا وهناك بهدف ترسيخ صورة رجل الدين المرفوض للباسه القصير ولحيته الطويلة الغير مهذبة وبقية مظاهر الثوري التي تشابه مظاهر الثوريين اليسارين في فترة الخمسينيات وما تلاها من سنوات الثورات اليسارية ، وتستمر تلك الحملات الاعلامية المتبادلة لطرفي الدين" المتشدد والمتحضر " من قبل تلك الأنظمة السياسية بهدف واحد وهو أن تبقى هي ويبقى الدين مجرد ذراع سياسي أخر من أذرعتها الكثيرة التي تستخدمها للبقاء أطول فترة ممكنة في الحكم .





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع