زاد الاردن الاخباري -
يقول المحللون أن الشعوب العربية قد أصابها القنوط واليأس، وأن الربيع العربي قد أعاد الأمة إلى نقطة الصفر، أو المربع الأول، أو زمن الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وأن النتائج التي تراكمت خلال العامين الماضيين تدلل كلها على أن الشعوب العربية قد هُزمت هزيمة نكراء.
الحقيقة أن الشعوب لم تُهزم، بل تبين أن الزمرة التي أرادت أن تركب فوق ظهر الثورات هي التي هُزمت، وأخص بالذكر الإخوان المسلمين، الذي تخلفوا في تونس ثم في الأردن، ولم يشاركوا بأول جمعة غضب أردنية في 14- كانون الثاني 2011 ولم يشاركوا في أول أيام ثورة 25 يناير ( كانون الثاني) 2011 في مصر، بل سارعوا إلى التفاوض مع الحكومة المصرية حينها، ولم يقدموا شيئا في ليبيا واليمن وهاهم يتفرجون على سوريا، وينتظرون أن تتلاشى سوريا ليتقدموا إلى مقعد الحكم، أي بإختصار، الشعوب العربية، الأغلبية العظمى، ليست هي المستفيدة، وبالتالي ليست هي الخاسرة، وتبين أن القصة كلها تتعلق بالإخوان المسلمين، وحيث أن قطر بدأت بإصدار الأوامر بصمت الإخوان وتراجعهم وانصاعوا إلى قراراتها، بسبب إلتزامها للصلح مع السعودية والإمارات والبحرين، لذلك فقد حق القول أن مسرحية الربيع العربي، قد انتهت تماما.
الإخوان المسلمون، لم يتركوا ثورة الغضب العربية في حالها، وعملوا مع جهات كثيرة على تصدر المشهد، ولم يكونوا على قدر العزم في التغيير، وكان لدخولهم تلك المعركة أسوأ الآثار، فقد ساهموا بشكل كبير في تشويه الأمة العربية، وتشويه صورة الإسلام، وفي رقابهم كثير من الدماء التي اهرقت في الشوارع والميادين، وفي ذمتهم انحراف فكر شباب الأمة من الإعتدال إلى التطرف، ومع أن النقد يجب أن يوجه إلى الأنظمة، من وجهة نظر الكثيرين، إلا أنني سأدافع عن فكرة أن الشعوب العربية هي التي هُزمت، وسأقول بأن الشعوب لم تُهزم، بل تراجعت في الوقت الصحيح، قبل أن يدق الإخوان المسلمين في نعشها آخر مسمار نحو نهايتها الأخيرة، وأن الأمة فيها الخير، وأنها ستعود إلى أمجادها يوما ما دون الأخوان، ودون الفكر المتطرف، وأن الأمل بها كبير.