تناقلت وسائل الاعلام التهديد الأخير الذي أطلقه مقاتل من " داعش " أردني الجنسية وهو يهددنا بأطنان من المتفجرات ستصل للبلد كي تحقق تلك " الداعرة " دينيا مبتغاها في الأرض وهو قيام الدولة الاسلامية بعد العراق والشام في الأردن ، وهو تهديد يخرج لأول مرة بإتجاه الأردن الذي لعبة فيه الأجهزة الأمنية لعبة القط والفار مع كل من غادر إلى سوريا ورجع منها ، وهي لعبة تقلبت بها تلك الأجهزة على مزاج متغيرات معركة سوريا والاستقطابات السياسية من دول الجوار .
وكان الأجدر بتلك الأجهزة أن تتعامل مع ملف المقاتلين الأردنيين في سوريا سواء من "داعش " أو جبهة النصر وغيرها من مسميات على محمل الجد منذ اليوم الأول الذي غادرنا فيه أردني لسوريا وعدم الاكتفاء بأن يكون فعلها هو رد فعل للمتغيرات تلك ومن ثم يتم تقييم الإجراء المطلوب إتخاذه ، وهذا التلقب في الموقف أعطى تلك الفئة من الأردنيين قوة نفسية كافية لأن يوهموا أنفسهم أن الدولة في مرحلة ما كانت معهم وإن إنقلبت عليها اليوم فهي ستعود معهم غدا .
وبين المد والجزر في الخطوات التي إتبعتها تلك الأجهزة الأمنية أصبح لدينا أكثر من الف مقاتل أردني في سوريا ويوجد لهم ناطق بأسمهم ومحامي يدافع عنهم ويطرح أفكارهم في الشارع الأردني وردود فعلهم نحو متغيرات أرض المعركة أو ارض سياستها ، ومنذ البداية طالبنا بوقف تصريحات قيادات تلك الجماعات وإذا ما صرحت علينا أن نتعامل معها بقوة الدفاع عن الوطن أولا وقوة حماية خديعة الشباب الأردني ثانيا الذي يقتل هناك ويتم عمل عرس له هنا في البلد يشارك فيه كل أفراد تلك الجماعات وعلى عين تلك الأجهزة الأمنية التي وجدت في لعبة القط والفار تلك أفضل الطرق للسيطرة عليهم .
وهذا التهديد الذي خرج بالأمس هو نتاج تلك السياسات الأمنية التي غاب عن بالها أن أي نصر تحققه تلك الجماعات في كلا من العراق والشام سوف يمتد الى الأردن تلقائيا لأن معركتهم لاتقف حدودها عند العراق وسوريا بل تشمل بلاد الشام بما فيها الأردن ولبنان ، والدليل على ذلك أنهم ورغم الدعم المادي والمعنوي الذي يتلقونه من تركيا " العلمانية " فهم يبعدونها عن مخططاتهم كليا ، مع أنها هي التي قضت على أخر معقل للدولة الاسلامية بخلافتها وأن علمانيتها أكثر فجورا من علمانية العراق وسوريا والأردن مجتمعات .