زاد الاردن الاخباري -
معان .....حتى لا تصبح أنباراً أردنية !
بقلم غالب راشد
معان الحاضرة الغائبة ، معان درّة الجنوب وياقوتته البهية ، معان لمن لا يعرفها أول من شعشع نور الإسلام في رباها خارج جزيرة العرب ومنها أشرق صباح الإيمان على بلاد الشام . معان أول من قدّمت شهيدا في سبيل الإسلام من خارج الجزيرة وهو " عروة بن فروة الجذامي " ، معان لمن لا يعرفها كانت أول الثائرين على الأتراك وأول من بايع الملك المؤسس ، وفيها صدرت أول جريدة رسمية " الحق يعلو "
معان كانت قبلة ً للثوار والأحرار العرب وملجأ لهم ،
معان ... ومن ثلاثين عاما وهي تبعث إلينا بالرسائل ، رسالة تلو رسالة من عام 1983 ارتبطت بالشاحنات وفي عام 1989 ارتبطت بارتفاع أسعار المواد الأساسية وفي عام 1996 ارتبطت بارتفاع أسعار الخبز ثم تراكمت الأمور ما بين عام 1998 وعام 2002 وقعت ثلاث مشاكل ذهب ضحيتها ثمانية مواطنين منهم ستة من أبناء معان سقط واحد في ازمه 1998 التي قامت بعد تجمهر من اجل التضامن مع العراق ... وهناك أزمة كانون الثاني من عام 2002 التي قامت بسبب مقتل الشاب سليمان الفناطسة واستمرت الرسائل المعانية حتى هذا الأسبوع حين قتل المواطن " قصي الامامي " الذي لا ناقة له ولا جمل في الأحداث .
في حوادث معان الممتدة من 1983 يلاحظ أن الدولة كانت تأخذ دائماً برأي رئيس الوزراء من جهة وأبناء معان الموجودين في الحكومة من جهة أخرى وكان الطرفان يبسّطان المشكلة في كل مرة فلا يضعان تقييماً صحيحاً لما جرى ولا يضعان خطة للمستقبل وتذهب الحكومة ويذهب المسؤولون من أبناء معان ثم تحدث مشكلة جديدة في معان ويتكرر الشيء ذاته .
يبدو أن الحكومة لا تؤمن بالحلول الجذرية ولا تتقن سوى ترحيل الأزمات أو استخدام المهدئات والعلاجات المؤقتة . وهذا ما دأبت عليه الحكومات المتعاقبة على مرّ السنين ، والنتيجة الحتمية أن الاهمال المتعمّد وسياسة التهميش وعدم مداواة الجرح واستئصال الورم الخبيث الذي يعاني منه أهل معان خاصة والأردنيون عامة من مشاكل اقتصادية وتنموية أفقد المواطنين الثقة بالحكومة وجعل الأمور تجنح إلى التمرد والعصيان
لا نريد لمعان أن تصبح أنباراً أخرى تصبح قبلة للخارجين على القانون والمناوئين للحكومة ومحجّاً للداعين الى التكفير والنفير .
وعلى الحكومة الأردنية أن تفهم أن ما يعيشه الأردن وتعيشه المنطقة وتشهده من أحداث ينبغي أن تضع استراتيجية واضحة تكفل للمواطن كرامته وحريته الشخصة وفق ما نادجى به القانون والأّ تنجرف وراء الاستخدام المفرط للقوة والعنف كيلا تنفلت الأمور من عقالها ويخرج المارد من القمقم لا قدّر اله فيحدث مالا تحمد عقباه .
المطلوب الآن التقييم الصحيح ووضع خطة للمستقبل ولا بد من الانتباه للأخطاء التي تتكرر في كل أزمة ، إذ يظهر في كل مرة تحدث فيها مشكلة في معان صحافيون يهاجمون المدينة وأهلها دون هوادة ودون أن يقدموا علاجاً شافياً يتناسب مع رسالة الصحافة الأمينة المسؤولة الواعية وبخاصة في وقت الأزمات وانه لا بد أن ننتهي من التشخيص الخاطئ وادارة أزمة معان بنفس الطريقة والوقوع في نفس الاخطاء والخسائر التي تتزايد في كل أزمة فيدفع الوطن الثمن وليس معان وحدها.
بقلم غالب راشد