الحكومة بعد القرار الأخير المتمثل برفع أسعار البنزين والسولار ستكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، لما لا وهو القرار المفاجيء غير المبني على أي من الاعتبارات التي تتذرع بها الحكومة لتعديل أسعار المشتقات النفطية ، وبخاصة في ظل الانخفاض الذي تشهده أسعار البترول على المستوى الدولي .
الحكومة منذ اليوم الأول وهي تبيت للشعب سوء النية حيث قامت برفع أسعار البترول بنسب كبيرة واعتبرتها قرارات اقتصادية في مصلحة الوطن ، ولكن هذه القرارات زادت من حالة السخط والاحتقان الشعبي لدى فئات محدودي الدخل ، وزادت من رقعة الاحتجاجات بعد فترة من الهدوء وكأن الحكومة راغبة في الإسراع في سقوط الأردن نحو الهاوية .
حكومة فايز الطراونة تنادي بالإصلاح وهي عدو الإصلاح ومن يحاربه فهناك الكثير من القرارات التي صدرت على وجه التحديد خلال الاسبوعين الماضيين من تعيينات في الوظائف العليا ، وهي تشير إلى مؤامرة من الحكومة على الشعب يسعى الطراونة إلى تنفيذها قبل أن يغادر إلى غير رجعة من الدوار الرابع ، وبشكل واضح وصريح يحاول فتح باب الاعتصامات والمظاهرات مجدداً على مصراعيه أمام الحكومة القادمة ، فهذه التعيينات لم تكن خدمة للوطن ولا للمواطن بقدر ما هي خدمة للأنسباء والأقارب والأصدقاء لرئيس الوزراء شخصياً قام بنقلهم من موظفين إلى درجات عليا .
عندما تستجدي الحكومة الشعب للتسجيل في الانتخابات بدعوة أنه أبرز مفاصل الإصلاح المنشود ، عندها يجب الوقوف بشكل علني وصريح ضد هذه الانتخابات ، ومحاربتها والدعوة إلى إفشالها وإسقاط كل عرابيها ، لأن الإصلاح المجزوء - على حد زعمهم - لن يحقق سوى منافع معينة ولأشخاص معينين ، وسوف يجيء بنواب على غرار من يقبعون على صدور الأردنيين في المجلس الحالي .
إدعاءات الحكومة وتصريحاتها بضرورة رفع الدعم عن أسعار المحروقات ، أصبح خرقة بالية لا تصلح لوضعها على مؤخرة طفل صغير ، فأي دعم والحكومة تحقق الملايين من فروقات أسعار البترول ، وهي في الوقت نفسه غير قادرة على استرداد شبر أرض أو ربع دينار من أصحاب الملايين الفاسدين .
قد يشترط البنك الدولي على الحكومة الأردنية للحصول على القرض رفع الدعم عن السلع والمحروقات ، والحكومة تجد ذلك سبباً لرفع كل ما يمكن رفعه من أسعار السلع الأساسية دون وعي أو تخطيط .
في النهاية أدعو " سحيجة " أو " شبيحة " الحكومة أن لا يذهبوا إلى دوار الداخلية للاعتداء على المطالبين بالإصلاح وعدم رفع الأسعار ، وأدعو كل شخص وطني أن يطالب بالإصلاح ورحيل الحكومة إلى غير رجعة ، وعدم التسجيل للانتخابات التي بات يعرف من سيكون فارسها .
د.إياد النسور