زاد الاردن الاخباري -
ما الفرق بين ان تخطب لابنك وان تخطب لابنتك؟ وما اهمية ان تميل الحكمة نحو البنت اكثر من الابن؟ وهل ثمة تمييز بينهما وهما نتاج ذات الاب؟
طبعا لا. ولكن الامر البديهي ان يذهب الاب الى خطبة فتاة يختارها هو او اسرته او حتى ابنه. وفي زماننا الذي اختلطت فيه المفاهيم وتغيرت القيم في معظمها نجد ان العادات والتقاليد وهي اكثر ما يلجأ اليه الناس في حياتهم الاجتماعية ، اختلفت بين عائلة واخرى. وما تراه الاسرة (الفلانية) حسنا ، قد لا تراه عائلة اخرى نفسه.
ومع ذلك ، فان نهاد حمد الله فضل ان يخطب له والده فتاة على مزاجه وحتى دون ان يعرفها من قبل. وقد تم ذلك عبر ارسال رسالة الى اهله وطلب من والده ان يختار ابنة حلال تكون محترمة ومناسبة وتعجب امه. وحين استفسرنا عن الامر ، اتضح انه "شبع" من العلاقات العابرة والغربة منحته فرصا عديدة لمعرفة واكتشاف كثير من النساء. وبعد سنوات اتخذ قراره المختلف ولا نقول الغريب الذي يخص مستقبله. وهوما اشار اليه حسام عاشور الذي توصل لنتيجة مفادها ان اختيار الاب والام افضل من اختيارات الابناء الذين لا يتنبهون لقضايا اجتماعية مهمة مثل النسب واهل البنت واقاربها. من الطبيعي الا تكون اختيارات الاب نتاج عوامل اجتماعية بل ايضا لا بد ان تكون جميلة وعلى قدر من الذكاء وخفة الدم.
بينما رفض نائل مروان ان ينوب عنه والده في اختياراته الزوجية. وقال ان هذه المسألة غير قابلة للنقاش فلا بد ان اختار شريكة حياتي بنفسي وعلى الاهل عدم التدخل في ذلك حتى اتحمل انا نتائج اختياراتي وبحرية مطلقة.
مصطفى سالم اكد انه كأب يفضل اختيار العروس لابنه. وفي ذات الوقت لا يستحي ان يبحث عن عريس لابنته بحيث يكون رجلا محترما وليس من المهم ان يكون غنيا. اولا البنت خجولة بطبعها وليس كل الفتيات لهن علاقات وقادرات على ايجاد عرسان.
مسألة رمزية
الدكتور محمد الدقس (استاذ علم الاجتماع) اكد ان عبارة "اخطب لبنتك" مسألة رمزية ولا تعني ان يدور الرجل في الشوارع بحثا عن عريس لابنته. بل تعني الاهتمام من قبل الاب بزوج ابنته في المستقبل. أي ان يسأل عن ذلك الزوج كثيرا بشكل يفوق سؤاله عن زوجة ابنه المستقبلية. والسبب في ذلك ان البنت في نهاية الامر تعود الى الاهل على الخصوص. وهذا يتطلب من ذلك الاب ان يتفحص مسألة زواج ابنته بشكل افضل من زواج ابنه. لأن الابن يستطيع في الغالب ـ وليس دائما ـ ، ان يقوم بحل مشاكله الزوجية دون اللجوء الى والديه ، بعكس البنت التي تعود الى اهلها في كل صغيرة وكبيرة وهذا تفسير مقولة "اخطب لبنتك".
عريس لابنتي
احيانا تجد من يقول : ياه.. كم هو رائع هذا الشاب...،، إنه على خلق ودين ، ويحمل بين جنبيه قلبا طيبا ونفسا كريمة.
كم أتمناه لأختي الشابة... هذا ما حدَّث جميل به نفسه وهو يجلس أمام صديقه شاكر الذي كان يستمع اليه ، وسأله: أما آن لابنك محمود يتزوج ويكون أسرة؟ خاصة أنه تجاوز الثلاثين بسنوات؟؟ ابتسم شاكرابتسامة حزينة وأجاب: ومن يكره يا صاحبي ، لكنك تعرف إمكانياتي المادية المتواضعة جدا ، هل ستنفق 200 دينار هي راتب ابني على رجل وزوجته وبيت مستأجر؟ أنا لم أوفر حتى الآن سوى ألفي دينار لا أملك غيرها ، فهل يزوج هذا المبلغ رجلا ويؤسس بيتا؟
انشغل جميل أياما وهو يفكر بأمر صديقه. وفكر بابنته ليلى التي دخلت منتصف العشرينات ولا تزال تنتظر ابن الحلال. وقال بما يشبه التفكير بصوت عال: لم لا اعرض عليه ابنتي وأكون قريبا منه كصديق وأطمئن على مستقبل ابنتي ومن يدري فقد تتغير احوال ابنه ويرزقه الله مالا والحياة علمتنا الا يدوم الحال.
وما كان حلما ومجرد فكرة اصبح واقعا وتم الامر بأبسط ما يتخيل.
الدستور ـ طلعت شناعة