حق العودة ولعبة الوطن البديل
لا زال كلام الرئيس الراحل ياسر عرفات في أذاننا عندما كان يقول سنصلي إن شاء الله في الأقصى وما زلنا نتذكر شهداء فلسطين شهداء الأرض والقضية ... ماذا سنقول لهنادي ولمحمد الدرة و و وكل شهداء فلسطين ماذا سنقول لأمهات فلسطين اللواتي ما زلن يبكين على أبنائهن ... ماذا سنقول لأنفسنا إذا نظرنا الى وجوهنا في المرآة الإجابة لا تحتمل المراوغة ولا تحتمل الكثير من التأويلات .
صعقنا بالخبر كغيرنا بإسقاط الرئيس عباس لحق العودة الذي ليس لأحد أن يبت فيه فهو مسؤولية كبيرة والقرار فيه ليس سهلا ولا يوجد من يستطيع أن يسلب هذا الشعب المقاوم هذا الحق وتقرير المصير تحدده الشعوب وليس الأفراد مهما علت مراتبهم ومهما كانت مواقعهم وهذا الإسقاط لحق العودة يبقي الشعب الفلسطيني يراوح في مكانه في الشتات ويؤطر لمخطط الوطن البديل الذي يحاول الكثير ممن أسقطوا عروبتهم وواجبهم الوطني والقومي تجاه فلسطين .
حقوق الشعب الفلسطيني هي حق له وحق العودة هو حق مقدس ويجب أن يكون من الحقوق المصونة التي ليس لأحد المفاوضة عليه مهما كانت الأسباب وما لم تحققه إسرائيل بعنجهيتها وآلتها العسكرية أصبح الآن يعمل على تحقيقه بعض من أبنائها وخاصة مسلسل التنازلات التي كان أخرها إسقاط حق العودة الذي يعتبر من أهم حقوق الشعب الفلسطيني القابض على الجمر والذي لم يهادن أحد على هذا الحق وقوافل الشهداء جعلت منه لا ينحني إلا لله ولقد أزعجنا وأصابنا بالمرارة هذا الخبر الذي صعقنا به لما فيه من قرار جائر وتسويف على حقوق الشعب الفلسطيني والذي جاء على لسان ممثله الرسمي الرئيس عباس طبعا لديه أسبابه في ذلك ولكن مهما كان السبب فهو غير مبرر .
بعد هذا القرار المفاجئ هل يصبح الشعب الفلسطيني ضائعا بين حق العودة ولعبة الوطن البديل والأسئلة كثيرة وخاصة... أين سيكون هذا الوطن البديل ؟؟؟ وعلى حساب من ؟؟؟ وهل ستتحقق أحلام وأوهام إسرائيل بالوطن البديل ؟؟؟ وبذلك تستمر التنازلات عن باقي الحقوق للشعب الفلسطيني .
ابراهيم خطيب الصرايره / كاتب وباحث