الاردن واستخدام القوة الدبلوماسية المفرطة لحل قضايا المنطقة برمتها وفورا

دور عمان الجديد كملهمة للندن (البريطانيون اذ يريدون وضع كل شئ على الطاولة)

زاد الاردن الاخباري -

خاص - عيسى محارب العجارمة - تصريحات في غاية الاهمية صدرت عن مكتبه بعد زيارته للاردن بيوم واحد حيث قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اليوم الخميس ان بريطانيا تريد إعادة التفكير في خيارات نبذت في السابق وذلك في اطار دراسة سبل لانهاء الصراع في سوريا.

وسئل مسؤول بمكتب كاميرون عما إذا كانت هذه الخيارات تتضمن اجراءات مثل تسليح المعارضين السوريين أو اقامة منطقة لحظر الطيران فامتنع عن ذكر اي خيارات محددة قد يجري إعادة دراستها.

وقال المسؤول "يريد رئيس الوزراء دراسة اشياء كانت على الطاولة قبل عام ولم يشأ ان يدرسها حينذاك. انه يريد اعادتها الي الطاولة."

واضاف المسؤول قائلا "نحن لا ندرج أي شيء ولا نستثني أي شيء ... نحن نريد وضع كل الاشياء على الطاولة."

لاشك ان قرائة مابين السطور في تلك الاخبار تشي بالتأثير بالغ الاهمية بأن للواقعية الدبلوماسية التي تنتهجها عمان دورا ما على اعادة جدولة افكار كاميرون القديمة للصراع في سوريا البركان الملتهب على الحدود الشمالية للاردن والمفتوح على كل الاحتمالات .

عمان يبدو من خلال استخدامها المفرط للقوة الدبلوماسية لحل المشكل السوري بالغ التعقيد تعيد للمشهد القوة الذهنية المدهشة للملك الحسين بن طلال في اعادة فك وتركيب الازمات لصالح الاردن .

وفيما يبدو ان الخريطة الوراثية للملك عبدالله الثاني قد استفادت جيدا من هذا الارث الذهني بالغ الذكاء والتعقيد الذي يسمح له بالغوص بعيدا في بحر الحرب الاهلية السورية في مشهد بعيد وقريب معا للموقف الروسي الصيني ونده الغربي القطري السعودي .

هل عمان في طريقها لضفر دوبلوماسي سريع ينهي الازمة السورية بفاتحة ولاية اوباما الثانية املا بالتفرغ لحل الصراع العربي الاسرائيلي الغائب الحاضر في الازمات العميقة للمنطقة ككل ؟ يبدو ان الايام القليلة القادمة حبلى بالمفاجاءات على هذا الصعيد.

وحسب رويترز فأن من بين الخيارات التي اقترحت في السابق تسليح المعارضين السوريين وانشاء مناطق امنة داخل سوريا تفرض بواسطة القوة الجوية الغربية. وينتهي في اول ديسمبر كانون الاول القادم حظر فرضه الاتحاد الاوروبي على السلاح الي سوريا.

وقال كاميرون يوم الاربعاء ان أحد الاشياء الاولى التي سيناقشها مع الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي أعيد انتخابه سيكون ايجاد سبل لعمل المزيد من اجل انهاء الصراع في سوريا. وأكد كاميرون ذلك الهدف في تعليقات أصدرها مكتبه يوم الخميس قائلا "فلنكن صريحين .. ما فعلناه على مدى الاشهر الثمانية عشر الماضية لم يكن كافيا."

واضاف قائلا "المذبحة مستمرة واراقة الدماء مروعة والاثار السيئة لهما على المنطقة ..التطرف.. لكن ايضا الازمة الانسانية التي تجتاح سوريا."

ومن غير الوضح كيف يمكن اتخاذ اجراءات اكثر صرامة ضد الرئيس السوري بشار الاسد بالنظر الي المقاومة الروسية والصينية لكن محللين اشاروا الي ان اجراء منفردا ربما يكون خيارا.

وقالت بريطانيا يوم الاربعاء ايضا انها ستبدأ اتصالات مع شخصيات عسكرية بالمعارضة السورية رغم ان مسؤولين بريطانيين قالوا ان ذلك لن يشمل تقديم ارشادات عسكرية.

وتشير تقديرات للمعارضة السورية الي ان حوالي 38 ألف شخص قتلوا منذ أن تفجر الانتفاضة ضد حكم الاسد في مارس اذار 2011 والتي بدأت باحتجاجات سلمية ثم تحولت الي تمرد مسلح ردا على حملات قمع وحشية من جانب قوات الاسد .