تعتبر الجريمة احدى سمات المجتمعات الانسانية منذ ان قتل قابيل اخاه هابيل والى ان تقوم الساعة , وليس هناك مجتمع في العالم يخلو منها , ولكنها في نظر قناة الجزيرة يكون الحدث وجبة دسمة لمنبرها وشريطها الاخباري اذا كانت ساحته الاردن, فاي خبر مهم هذا الذي تضعه الجزيرة في شريطها الاخباري عن جريمة قتل تحدث كل ساعة في بلدان العالم وبشكل ابشع بكثير مما وقع في جامعة البلقاء التطبيقية قبل ايام؟.
ولكن الطريف بالنسبة لقناة الجزيرة, بأن اخبار الجرائم تبدوا هامشية لها في كل انحاء العالم وخاصة المكان الذي تبث منه قرب قاعدة العيديد الامريكية , اذ اننا لم نسمع منذ بدأت بثها عن نشر خبر في قطر كبر ام صغر, حتى بتنا نتصور بانها مدينة ابن خلدون الفاضلة.
فهل جريمة قتل تحدث كل ساعة في المجتمعات ذات تاثير كبير على السياسة الخارجية وعلى مركز صناعة القرار في العالم, لتقوم ببثها قناة الجزيرة بواسطة العديد من الكاميرات وكأنها تقوم بتصوير فيلم تلفزيوني, فما حدث من تناول جريمة القتل ما هو حركشات دأبت عليها قناة الجزيرة لسان حال بني صهيون الجديد في الخاصرة العربية, حيث ان المؤسسية والمهنية التي تدعيها هي مؤسسية ترتدي ثوب حرباء تتلون تبعا لكل بيئة تخدم وجود وقضايا بني صهيون.
فقناة الجزيرة التي تنفق سنويا على برامجها ما لا يقل عن 200 مليون دولار, لا يغطي منها مردودها من البرامج والاعلانات سوى 5 مليون دولار على الاكثر , والسؤال الكبير والملح الذي نطرحه على الاخوة القراء : من اين تغطي قناة الجزيرة إذا نفقاتها الباهظة؟. فاذا كانت قناة خاصة وتجارية كما تدعي الحكومة القطرية فأي تجارة هذه التي تتعمد الخسائر الباهظة؟.
دعونا نتذكر عندما اخطأت قناة الجزيرة اكثر من مرة بإساءتها لرموز وشعوب العديد من الدول العربية والتي طالبت في اكثر من مناسبة الحكومة القطرية بوقف اساءة الجزيرة لها , فانبرت الحكومة القطرية تدافع عنها بانها قناة خاصة لا علاقة لنا بها , فاكتشفنا بانها قناة تتلون كالحرباء عندما اعتذرت للشعب السوري يوم اصرت الحكومة السورية على الحكومة القطرية بضرورة اعتذار مقدم برنامج شاهد على العصر احمد منصور الحاقد على وطنه مصر بالتخصص بالاساءة للشعب السوري, فقامت القناة بضغط قطري بالاعتذار, فكيف بالامس كانت محطة خاصة واليوم تدخلت الحكومة القطرية لاجبارها على الاعتذار؟.
والملفت للنظر ان زبائن قناة الجزيرة من الصحفيين والكتاب والمحللين الاردنيين هم انفسهم لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة وجدت ضالتها بهم , وكأن الاردن ليس به سوى فلان وعلان ليظهروا بطلتهم البهية عبر قناة الجزيرة , في حين ان زبائنها من من العرب يتنوعون ويتلونون كل يوم بالمئات.
نعود الى ما جرى في جامعة البلقاء من جريمة قتل لا نقرها وندعوا الحكومة بالضرب بيد من حديد على يد الجاني, ونطالبها باعادة النظر في التشريعات التي تحكم سلوك وممارسات الطلبة خاصة في ظل تنامي ظاهرة العنف الطلابي في الجامعات.
فلقد تابعت ما تناقلته الجزيرة من اخبار حول الجريمة, ولفت نظري احد زبائنها من المحللين الذي ذهب في تحليله الى ان الجريمة حدثت لعدم وجود منابر للحرية ولوجود سياسة تكميم الافواه , لنقول للمحلل ان الجريمة التي ارتكبت بحق الطالب يرحمه الله ,اخف من الجريمة التي نطقت بها في حق الاردن, فمن قال لك بان الجريمة وقعت لان الحكومة تكمم الافواه ؟, وهل تكميم الافواه سبب مقنع لكي ياتي احدهم بساطور ويقطع رأس زميله؟ فأي هراء سياسي هذا؟.
فلنتقي الله جميعا في حق الاردن , وخاصة الذين يؤذونه في مشاعره وان بانوا للناس بانهم كثيرو البكاء عليه, فما حدث في جامعة البلقاء من جريمة امر طبيعي يحدث في اي مجتمع نما بسرعة البرق, ودخلت عليه عوامل غريبة غيرت وبدلت من قيم وعادات ونهج ابنائه.
وعليه , وبعد ان ثبت بما لا يدعوا مجالا للشك في أن قناة الجزيرة تتعمد الاساءة للاردن ولقيادته ولشعبه بشكل مدروس ومقنن , فأني اعتبر كل مشارك في برامجها خائن مهما كانت اسباب مشاركته ومبرراته, ويجب على كل حاملي الجنسيات وجوازات السفر الاردنية العاملين بالقناة والتي تقف على اكتافهم , بأان يتحملوا مسؤوليتهم الوطنية ويوقفونها عن حدها, حتى لو ادى الامر بهم الى طلاقها ومغادرتها نهائيا, فليكن الوطن اغلى من جمع الاموال يا اردنيو قناة الجزيرة , فوطنكم وقادتكم ُيشتمون عبرها ليل نهار بأخبار اياديكم تحررها وتخرجها وتمنتجها.
وقفة للتأمل\" اليس من العار أن نصفق لمن اتى لتمزيق لحمتنا\".
Quraan1964@yahoo.com
*عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين