زاد الاردن الاخباري -
تواجه الغابات الحرجية في محافظة عجلون هذه الايام اعتداءات شرسة من عصابات منظمة تتخذ من الاتجار بالحطب موسماً خصباً في ظل ارتفاع اسعار المحروقات. اضافة الى تجار بيع الحطب هناك عدد كبير من ابناء المنطقة وربما المناطق المجاورة يقومون بالاعتداء غير المنظم على غابات عجلون الحرجية لتدفئة ابنائهم وانفسهم من برد الشتاء. وتشير احصائيات وزارة الزراعة أنَّ مجمل القضايا الحرجية للفترة من 2005-2009 بلغت 1168 قضية, وقع منها 194 قضية العام الماضي ,2009 إضافة إلى 10 حرائق. وبيَّن التقرير أنه تمَّ خلال العام الماضي مصادرة 20 طنا, وبيع 138 طنا من الحطب للمواطنين, ومنح رخص استثمار لـ 400 مواطن, وبيع أحطاب جافة لـ 200 مواطن. وأكد محافظ عجلون بالوكالة محمود الدحيات خلال عدة اجتماعات عقدها مع مسؤولين في المحافظة بهدف ايجاد سبل وطرق للحفاظ على غابات عجلون أن الاعتداءات على الثروة الحرجية تقع من قبل تجار لغايات التجارة من خارج المحافظة, وبعض المواطنين, نظرا لارتفاع أسعار المحروقات وتفشي الفقر والبطالة, مشددا على عدم التهاون مع المعتدين على هذه الثروة الوطنية التي يجب المحافظة عليها تحت أي ظرف من الظروف. وأكد الدحيات ضرورة ايلاء الثروة الحرجية الأهمية الكافية في ظل زيادة الاعتداءات على هذه الثروة الوطنية الأمر الذي يستدعي التنسيق ما بين مختلف الجهات من زراعة وبيئة وشرطة بيئية بهدف المحافظة عليها ومنع كل أشكال التعدي. وأشار الدحيات انه لن يتم التهاون مع المعتدين على الثروة الحرجية في المحافظة, مبينا أن هناك سلسلة من الإجراءات سيتم اتخاذها بهدف حماية الثروة الحرجية بتفعيل الرقابة والمتابعة الميدانية وتكثيف الحملات من قبل مراقبي الحراج وعمال الحماية خصوصا ان المحافظة تمتاز بطبيعة جميلة وتتوفر فيها الأشجار المعمرة والنادرة وتحتل اكبر المساحات الحرجية على مستوى المملكة بنسبة 34%. من جانبهم أكد الطوافون في المحافظة وعددهم 32 عامل حماية مطالبهم السابقة التي مضى عليها اكثر من عامين بالعمل على توفير الأمن والحماية لهم لكونهم يقومون بمهام صعبة في مناطق نائية وأثناء ساعات متأخرة من الليل ويتعرضون لكثير من التهديدات من المعتدين على الأشجار الحرجية. وطالبواامتلاك هواتف خلوية على حساب وزارة الزراعة اضافة الى منحهم صعوبة عمل وتحويل عمال المياومة الى المقطوع نظرا لتدني رواتبهم. وكان وزراء زراعة سابقون قالوا لـ العرب اليوم اثناء زيارتهم لمحافظة عجلون خلال الاعوام الخمسة الاخيرة ان الحكومة ستعمل على تنفيذ احكام القانون واتخاذ اجراءات صارمة ورادعة بحق منفذي الاعتداءات على الغابات الحرجية وتحسين اوضاع العاملين في قطاع حماية الغابات الحرجية وتوفير الامن والامان لهم. وكانت اجتماعات العام الماضي بمناسبة اعلان عام 2009 عاما للزراعة شددت على ضرورة زيادة عدد الطوافين ومأموري الحراج والأجهزة والمعدات وإنشاء المحطات الحرجية للمحافظة على الثروة الحرجية في المحافظة وإنشاء مركز إطفاء متطور يخدم محافظتي عجلون وجرش لمكافحة حرائق الغابات والتنسيق مع سلاح الجو الملكي الأردني لتوفير طائرات مناسبة لمكافحة الحرائق. وكانت وزارة البيئة بالتعاون مع الإدارة الملكية لحماية البيئة حررت 15 مخالفة تقطيع أشجار حرجية في منطقة عجلون خلال الشهر الأخير من العام الماضي وان هناك حملة مستمرة بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة لضبط المعتدين على الغابات الحرجية في عجلون. ودعا مدير الحراج في محافظة عجلون المهندس سامي فريحات خلال ندوة حول حماية الغابات في عجلون الى زيادة كوادر الحماية وتعزيز وسائل الحماية للغابات بانشاء خطوط النار وحراثة جوانب الطرق وفتح طرق داخل الغابات وإنشاء أبراج ومحطات للمراقبة وتوفير آليات الإطفاء. وأوصى المشاركون في الندوة بضرورة تكثيف وتفعيل أجهزة الرقابة للحفاظ على المناطق الحرجية والحد من الاعتداءات المتكررة عليها كالتقطيع والرعي الجائر والحرائق المفتعلة. كما اكد المشاركون أهمية فتح الطرق بين الغابات لحمايتها من الحرائق وزيادة برامج التوعية والتثقيف للطلبة والمجتمع المحلي لإدامة التنوع الحيوي الذي تتميز به المحافظة, وأهمية تكاتف الجهود والتنسيق بين مختلف الجهات المعنية بحماية الغابات عبر تشديد العقوبات وتعزيز وسائل الحماية وزيادة البرامج التوعوية. يشار إلى أن مساحة المحافظة تبلغ 419 ألف دونم, منها 134 ألف دونم غابات تنقسم الى 99 ألف دونم غابات طبيعية و17ألف دونم غابات صناعية, و 18 الف دونم غابات مختلطة وأشجار زيتون. عجلون - العرب اليوم - محمد سالم القضاه