قال تعالى {وبشر الصابرين الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انالله وانا اليه راجعون}صدق الله العظيم
بالامس القريب طالعتنا الصحف بخبر مقتل المرحوم اسامه العبادي على اثر مشاجره لن اخوض بالواقعه
فهذا شأن النيابه العامه والقضاء الموقر لكن مايعنيني هنا هوالبعد الانساني للقضيه والمثل الطيب الذي تمثل بصبر والد اسامه اثر تلقيه الصدمه والخبر الذي هز المشاعر الانسانيه لقد تصورت الوضع بخيالي كيف ان هذا الاب الذي ربى فلذة كبده فكان له الام والاب{ حيث هو كما فهمت من بعض التعليقات يتيم الام} وتعب عليه وسهر الليالي وسقاه من نبع حنانه كما تسقى النبته بانتظار ان تنمو وتزهر فيشعر الانسان بهذا الانجاز الرائع ويحس انه قد جنى ثمار تعبه ورعايته لها نعم اكيد كان فرحا وهو يرى ابنه على مقاعد الدراسه الجامعيه واظنه كان يترقب تخرجه بفارغ الصبرليتوج تعبه وسهر الليالي بشهاده جامعيه يزهو بها الوالد اكثر من الابن ليقول بكل فخر واعتزاز لمجتمعه انظروا لقد اعانني الله ونجحت بتربية اسامه وها انا اضعه لبنة صالحه في بناء وطنه وامته اكيد كان هذا الحلم الوردي يراود الاب المكلوم لكن القدر كان بالمرصاد لهذا الاب فحال بينه وبين تحقيق حلم حياته جاء بيوم اسود ليمد لسانه لهذا الاب ويقول له توقف عن الاحلام واصحى على واقع مرير اسود نعم طالت يد الغدر اسامة فاأحتسبه الاب صابرا عند الله شهيدا حيث اغتيل غدرانتيجة طيش او عدم ادراك للعواقب الوخيمه لهذا الفعل الشائن الذي يستنكره الدين والقيم والمبادىء ويرفضه المجتمع المسلم انطلاقا من قواعد ديننا الحنيف فمن قتل نفسا بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا نعم لقد صبر هذا الاب على مصيبته وليس ادل على هذا الصبرالا ماقام به الاب المكلوم ضاربا اروع مثل بالصبر والوطنيه والانتماء والانسانيه وهي ان يتبرع بقرنية فلذة كبده وهو في قمة احزانه وصدمة الفراق المؤلمه نعم احيي هذا الاب الصابر الانسان المنتمي على ماقام به وليرحم الله الفقيد ويجعل ماقام به والده صدقة جاريه وليجعلها الله في ميزان حسناته وليخلف الله على الوالد وليكثر امثاله وان شاءالله يكون من الصابرين الشاكرين والى جنة الخلد ياأسامه