يبدو أن هذا العهر الإعلامي والإنزلاق غير الأخلاقي الذي تمارسه صحيفة السياسة الكويتية بخصوص العلاقات الأردنية الإيرانية الدافئة دفء قلب القيادتين والشعبين المسلمين ... هو عهر من نوع جديد لا يستقيم مع أدنى درجات الشرف في تناول المادة الإعلامية ، لأن مقالا سخيفا كهذا ومن صحيفة أكثر سخافة كتلك التي يُطلق عليها جزافا صحيفة السياسة الكويتية قد يؤدي إلى إضرام النار بين قبيلتين أنكى من تلك التي كانت بين المناذرة والغساسنة والتي امتدت عشرات السنين .
لقد تمنيت منذ زمن على سمو أمير دولة الكويت الشقيقة في رسالة مكتوبة تم تسليمها لمكتبه الخاص بأن يلجم تلك الأفواه الجائعة للدم ويقطع دابر تلك الألسنة الطويلة التي تحشر انفها بين الملك والأمير ، وتدس سمومها بين شعبين شقيقين ...
والصحيفة الخاسئة والخسيسة المدعوة صحيفة السياسة الكويتية التي تقبل بأن تتصدر صفحاتها مقالة مذمومة ومسمومة ومدسوسة وتزعم أن (الحزب الاسلامي الذي يعتبر فرع جماعة \"الاخوان المسلمين\" في العراق أكد لصحيفة السياسة الكويتية, عن وجود تحركات من قبل \"فيلق القدس\" الايراني بزعامة قاسم سليماني وبعض الميليشيات العراقية التابعة له وبتنسيق مع النظام السوري لإشعال الاوضاع الامنية في الأردن.
وان سليماني نقل جزءاً من انشطته الى الساحة الاردنية وان بعض الخلايا المسلحة التابعة للميليشيات العراقية والمخابرات السورية انتقلت الى الاردن بالفعل وان طريق انتقال هذه الخلايا تغير من الحدود السورية الاردنية الى الحدود العراقية مع المملكة, لأن عمان اتخذت تدابير قوية ومشددة على حدودها مع سورية (انتهى الإقتباس) .
ونقول لهذه الصحيفة المهترئة إعلاميا وأخلاقيا ، إذا كان القصد من نشر هكذا أكاذيب من اجل الوقيعة بين الأردن وإيران فلتعلم هذه الصحيفة الصفراء ومن يقف خلفها أن إيران أقرب للأردن من حبل الوريد ، وان الأردن يلتصق ببلاد الشام جميعها من الشريان إلى الشريان ، وان علاقته بالكويت الشقيق تقوم على العلاقة الحميمية المطلقة التي هي علاقة الشقيق بالشقيق إلا في بعض المواسم (الخريفية التي تتساقط فيها بعض أوراق المحبة بين الدولتين بسبب صحف زائفة كما هي السياسة الكويتية ، وبسبب ألسن طويلة بذيئة كذلك اللسان الذي يتبجح فيه مسلم البراك بين موسم وموسم ...)
أما إذا كان قصد هذه الصحيفة الحاقدة الناقمة التي تتخذ من العهر الإعلامي مادة دسمة لمحتوياتها هو خوفها على الأردن من تردي وضعه الاقتصادي (مؤقتا) فكان الأولى أن تخصص مقالتها لمناشدة سمو أمير دولة الكويت الشقيقة الذي نحترمه ونحترمها بأن يفتح (بيت مال نفط) العرب والمسلمين إلى العرب والمسلمين وأولها الأردن ليس من باب الزكاة أو التوسل أوالإرتزاق ، بل من باب أن (بترول العرب للعرب) وان تحتذي دولة الكويت الشقيقة حذو السعودية الشقيقة التي دعمت وتدعم وستدعم الأردن بيدها اليسرى دون أن تعلم يدها اليمنى ...
قانونا هذه جريمة إعلامية ، وشرعا هذا كفرٌ وإشراك ، وأخلاقيا هذا (عيب) إذا كانت هذه الصحيفة تعرف ماذا يعني العيب الإعلامي في الإيقاع بين دولتين مسلمتين ، ولكن يبدو أن الحاقدين في تحرير هذه الصحيفة النتنة قد دخل فأر جديد إلى منتصف (دشاديشهم) وأثار فيهم الرعب بان دولة كما هي الأردن قد تدير ظهرها للخلف ، وتصبح طهران أكثر قربا إلى عمان ... ثم وإن كان ذلك كذلك ... أليست إيران دولة إسلامية تطبق الإسلام رغم بترولها ، أكثر من دويلات لا تطبق الإسلام بسبب بترولها ... ففي الأردن نحن أناس طيبون وعفويون ومسالمون إلى أبعد الحدود ، ولكن عندما نشعر أن صحيفة أو صحفيا أو أي إنسان كائنا من كان يحاول أن يدوس على حذائنا الأيسر ، فإن ملاييننا الستة سيضعون إثني عشر مليون حذاء على رأسه ... فالحرة لا تأكل بثدييها يا صحيفة السياسة الكويتية ، مع كل التقدير لكل حبة رمل من رمال الكويت الشقيق فما يفرحكم يفرحنا وما يزعجكم يزعجنا وما يغضبكم يغضبنا ، ولكن لديكم بعض الذئاب فأوقفوا عواءها لأنها قد تزعج جيرانكم ... وانتم خير من يعلم سيدي سمو أمير دولة الكويت الشقيقة أن الجار قبل الدار وان الشقيق قبل الطريق .
المذيع التلفزيوني نجم الدين الطوالبة
رئيس الجمعية الوطنية للإعلاميين الأردنيين