1-
ذات يوم كتب احد الاصدقاء المحترمين مقالا يعلو غلاف مجلة العربي ذائعة الصيت :\" صورة العربي في السينما الامريكية\" اكتفى بالتقاط مشاهد درامية ترجمها بالحرف ، وكانت غنية عن وصف صورة العربي الشهواني البدوي العاطل عن كل شيئ الا (النساء!)..!
-2-
قبل ايام يطل نائب اردني عبر قناة العربية ، يتصدر في عدة دورات انتخابية قوائم دائرته الانتخابة وهو محمود الخرابشة ، مذيلا اسمه بضابط مخابرات سابق ، فيما وجه صالح القلاب وحتى بعد ان صار مديرا (موظفا!) للتلفزيون (الوطني!) خارج مدونة السلوك كاستثناء فريد ، يطل باستمرار عبر ذات القناة متصببا عرقا ، بصفته وزير اعلام (اردني !) سابق يهاجم سوريا وقطر وايران وحماس تباعا..!
فيما استطاع الاعلامي المخضرم احمد منصور ان يحول لقاءً مع رجل المخابرات ووزير الداخلية السابق نذير رشيد الى مسرحية كوميدية ساخرة على غرار (شاهد ما شافش حاجة!) والذي اصر في لقائه انه كان سيمسح بمعارضي التطبيع من غير العرب بلاط مطار عمّان ، على كل كان نذير رشيد ذات يوم يتحدث عن الاحزاب الطفرة عندما كان وزيرا للداخلية وقتها عبر تلفزيون الاردن قبل الفضائيات وقبل ان يشاهدنا احد من العرب غير اهل درعا حيث كان يصل بث التلفزيون الاردني ، وكان يستخدم عبارات عفوية مثل \" اكلوا الحزب!\" , و \" واولاد الحرام\" و\" خذلك شوية ارقام عن حرامية الاحزاب\" قلت يومها الحمد لله ان صورة التلفزيون الاردني لا تصل الى غير درعا..!
المهم الحال لم يعد عليه كما كان ذلك الحين والعالم صار يتسقطنا عبر فضاء يجتاز البحار وقارات العالم اجمع..!
-3-
الغريب اليوم ان العدد الاكبر من العرب العاملين في القناتين (اللدودتين) العربية والجزيرة هم من الاردنيين ووصل (اردنيون!) الى رأس السلطة الادارية في كلتا القناتين ، وكلاهما الشاب الزميل السابق (وضاح خنفر) او الرفيق (القلاب) ، او من الاعلاميين سامي حداد او جميل عازر وغيرهم الكثير، فأنك بالكاد تجد عربيا واحدا يقول ان هذا \" اعلامي اردني\"..!
-4-
قبل ايام وفي لقاء عرضي مع الكاتبة والروائية ليلى العثمان ، في صنعاء ، وهي من كتّاب الدرجة الاولى في الخليج العربي على الاطلاق ، قالت لي بالحرف ، انها لا تجد في الاردن الا شخص ممكن ان تتحدث معه اسمه :\"ناصر الدين الاسد\" ، والسوؤال الذي طرحته علي ويطرحه الاخوة العرب جميعا علينا دائما حثما حللنا وارتحلنا :\" هل انت اردني اردني..!\" قلت لها نعم ، قالت ممازحة :\" واين هي الاردن!\" رغم ان ابنتها درست في الاردن ، الشيئ الوحيد الذي لا يعرفه العرب اليوم وفشل كل الاعلاميين الاردنيين الذين يطوقون شاشات العرب بالوصول الى فكرة واحدة انه بالاضافة الى وجود بلد اسمه الاردن فان ثمة (اردنيون) غير صورة رجل المخابرات وغير صورة الاعلامي المتعسكر باجندة ما ويتصبب العرق حيث يتكلم بزعامة اكثر من الزعيم..!
-5-
التقطت مرة واحدة في برنامج فضائي عن جدلية الدراما السورية والمصرية ، ورود اسماء (سورية!) كبيرة ساهمت في صناعة الدراما العربية كالمخرج (السوري!) محمد عزيزية والكاتب
( السوري!) وليد سيف ، ولا اعرف بالمطلق ان كان ثمة اصول (شامية) للاستاذين (الاردنيين) اسقطت اردنيتهما من الاعلام العربي ، وحيث بدأت فان الجاليات العربية التي تفوق الجاليات اليهودية في امريكا لم تكن قادرة على تغير صورة العربي المشوهة في السينما الامريكية ، فان جيش الاعلاميين الاردنيين في كل الفضائيات العربية لم يكونوا قادرين يوما ما على خلق صورة ، لا اقول جميلة وانما صحيحية عن الاردني ، عن الاردني شكلا ومضمونا ووجودا كذلك..!