لعل هذه \"السوسة السوداء\" التي تدخل في طحين جامعاتنا الرسمية والخاصة لإنتاج الخبز المغشوش للمجتمع ولتحدث دمارا وخرابا في أروقة الجامعات ملحقة افتكاكا حقيقيا في أطياف المجتمع، ان تزول وعالقريب العاجل.
جامعاتنا اليوم تشهد انفتاحا تكنولوجيا من اجل النهضة والتقدم نحو مواكبة العصر ولكن ثمة قليلة لا تعرف مصلحة الوطن ولا مصلحة أنفسهم متعطشون لأعمال العنف بعد ان قضى وقت فراغهم على مستقبلهم وأصبحوا يتجمهرون في باحات وساحات الجامعات بقصد التجمعات العشائرية إن لم تكن تجمعات الصداقة وغيرها لأغراض العنف.
إن مشكلة العنف الجامعي بين الطلبة هي امتداد لأعمال العنف التي كانت تمارس في المدارس ولكن النتائج أقسى من نتيجة المدارس... شطب في الوجه، فشخة في الرأس، كسر يد،... نقل تأديبي، إحضار ولي الأمر، توبيخ المعتدي أمام والده ،حرمانه من المصروف لأيام متتالية... هذه الإجراءات التي تمارس بين المعتدي والمعتدى عليه في صفوف الطلبة ولكن ماذا نتج عن تلك الإجراءات التي قمنا في اتخاذها أيام المدارس؟
وها هي الآن الأردن تشهد خروج عن القاعدة من حيث المشاجرات الطلابية التي لا تليق بسمعة التعليم في الأردن ولا بسمعة أبناءه من مختلف المنابت والأصول
ونحن في قرن الحادي والعشرين من هذا الزمان، زمن التعلم وزمن الانفتاح على التكنولوجيا ومواكبة التطورات وليس زمن المشاجرات والترصدات للآخرين والتهديدات للبعض الأخر فبدلا من أن نتواعد لالتقاء البعض من اجل العنف فلماذا لا نتواعد من اجل التعليم والتعلم وإذا كانت العصاة تجمعنا فلماذا الكتاب لا يجمعنا؟وإذا كانت السجون لالتقائنا فلماذا لا تكون المكتبة مكانا للقائنا؟.
وها هي الأمور في تطور كما للتكنولوجيا تطور فان للمشاجرات الجامعية تطور خصوصا أنها مرحلة ما بعد مرحلة المشاجرات في المدارس... كسر في الجمجمة، وفاة واحد أو أكثر، تكسر أجزاء الجسم ،...حبسه في السجن، فصله من الجامعة، إحضار جاهات ووجاهات عشائرية، انضمام المعتدي إلى شبكة المتعطلين عن العمل ليصبح عالة على المجتمع بدلا من أن يصبح عنصر فعال وايجابي في المجتمع.
هكذا الأمور تسير في الجامعات وان لم نضع حدا للعنف في الجامعات ولم نضع حدا لهذه المشاجرات فان الأمور ستزداد سوءا وليس تحسنا وتقدما.
لا للمشاجرات، لا للعنف،...نعم للرقي بمؤسساتنا الجامعية .
rezegrak@yahoo.com