مذ نشأة الدولة الأردنية وحتى الآن ما زالت العشائر الأردنية الأصيلة تتلقى الصدمات والكدمات والهزات والأعاصير السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها وتتحمل وتصبر في الضراء والبأساء وحين البأس ومستعدة أن تأكل البصل والخبز على الدوام وتضحي بأرواحها وبأبنائها فداء وانتماء للوطن وولاء لآل هاشم من عبدالله الأول إلى عبدالله الثاني المصدر الرئيس لوحدة وألفة الأردنيين جميعا كل الأردنيين.
علميا ومنطقيا إن السكان الأصلاء الأقحاح هم المسيطرون على كل شيء سواء في القطاع العام أو الخاص وكذلك مؤسسات المجتمع المدني ويعتبرون مراكز القوى وأصحاب صنع القرار وثروات البلاد والكراس السياسية والسيادية توزع على الجميع بغض النظر عن العدالة المهم انهم يسيطرون على كل شيء وهذا موجود في دول الخليج مثلا ولم آت بجديد ، وإذا تعرضت بلدانهم لا سمح الله لأي مكروه فإن السكان الأقحاح يتلقون الرصاص بصدورهم وترتوي الأرض بدمائهم ولا يهربون بأموالهم وأبنائهم إلى مكان آمن فهذه فعلة ناقصي أو عديمي الإخلاص والوفاء والانتماء والولاء.
عشيرة بني حسن على سبيل المثال لا الحصر من أكبر العشائر الأردنية الأصيلة ويقال عنها لكثرتها عشيرة المليون من حيث العدد فقط أما من حيث التأثير والتمثيل السياسي والدبلوماسي والإداري فإنها عشيرة المليون ولكن الأصفار من الشمال وهي بحق عشيرة الحقوق الناقصة فلا سفراء ولا وزراء ولم يتولَ أحد من أبنائها تشكيل حكومة منذ التأسيس حتى الآن وكأنهم لاجئون يعيشون في بلد آخر غير بلدهم ومن باب التخدير فإن العشيرة يمثلها رهط من الأشخاص لا توجد لهم قواعد شعبية داخل العشيرة نفسها فلا يهمهم سوى مصالحهم الخاصة ولا تجدهم العشيرة في أوقات الحاجة فهم يعيشون في أبراج عاجية بعيدة كل البعد عن مضارب أهلهم وعشيرتهم وهؤلاء الرهط كالخمر والميسر فيهما إثم كبير ومنافع للناس ولكن إثمهما أكبر من نفعهما.
تبّاً للطائفية والعنصرية ومن يروج لهما فليس منا من دعا إلى عصبية كما أخبرنا الرسول الكريم ولكن أنا هنا أروج للعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص وإعطاء كل ذي حق حقه لأنها متطلبات الوحدة واللحمة الوطنية أساس قوة الوطن الأم وكلنا مع السياسات التي تقوي الوطن و قوة الوطن من قوة المواطن بينما سياسات الاحتكار والتوريث كما هو الحاصل في مؤسسة الضمان الاجتماعي مثلا تطرد الكفاءات وتضعف الوطن والمواطن .. والاحتكار والتوريث هي أكبر عدو للوحدة الوطنية فلماذا لا يتم إشراك الكفاءات الصامتة البعيدة عن الأضواء على مستوى الدولة ولكنها فاعلة ومؤثرة ولها شعبية عند عشائرها ولم تسبب عجزا ومديونية أو تعقد صفقات كازينو مشينة من أساتذة الجامعات والمعلمين والمهندسين والأطباء في مجلس الأعيان مثلا فهذه حقيقة دفينة في صدور الأغلبية الصامتة التي تتكلم بها جهرا فيما بينهم فلماذا نخفي الحقيقة فهل البوح بالواقع ونقل الواقع جريمة...وكلنا مع شعار التغيير ؛ أي تغيير الواقع للأحسن..وكل العشائر الأردنية الساحقة والمسحوقة وهي تشكل غالبية مع التغيير المنشود وهي رغم حالتها البائسة ستدافع عن الوطن والملك في أول اختبار قادم من عدو وستبرهن أردنيتها وهاشميتها وانها الأولى في حمل المسؤولية.