زاد الاردن الاخباري -
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان اعتراف الأمم المتحدة بـ"الدولة" الفلسطينية "انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية"، فيما ذهب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إلى أن ما أسماه بالوضع الدبلوماسي الجديد للفلسطينيين قد يساعد على "توحيد الجهود الوطنية الفلسطينية" كجزء من عملية المصالحة مع حركة فتح.
واصبحت فلسطين أول من أمس الخميس دولة مراقبا في الامم المتحدة وذلك بعد عملية تصويت تاريخية في الجمعية العامة. وصوت لصالح القرار 138.
عباس يشكر الفلسطينيين واحرار العالم
وقال عباس في أول تعليق له انه "انتصار للسلام والحرية والشرعية الدولية والقانون الدولي"، مؤكدا "اشكر الشعب الفلسطيني واقدم له التهنئة بهذا الانجاز كما اشكر شعوب الأمة العربية والاسلامية واحرار العالم الذين صوتوا لصالح فلسطين".
واضاف "اعد شعبنا الفلسطيني باستمرار الكفاح الوطني حتى رفع علم فلسطين على مساجد وكنائس القدس الشريف".
اما عباس فقد بدت ثقته كبيرة بنتيجة التصويت لصالحه وحرص على الجلوس في المكان المخصص لفلسطين حتى الإعلان عن النتيجة. والتف حوله اعضاء القيادة الفلسطينية الموجودون معه ووزيرا خارجية اندونيسيا مارتي ناتاليغاوا وتركيا احمد داود اوغلو الذي القى كلمة عبر فيها عن تعاطفه الكبير مع الفلسطينيين. وقال داود اوغلو "لستم وحدكم نحن معكم".
وما ان أعلن رئيس الجمعية العامة النتيجة حتى وقف الحضور في القاعة وهم يصفقون بحرارة وتحولت انظار جميع الحضور نحو عباس.
الأمم المتحدة تحتفل
واقامت رئاسة الجمعية العامة للامم المتحدة احتفالا بمناسبة حصول فلسطين على مكانة دولة غير عضو فيها، وكذلك اقام وزير خارجية تركيا احتفالا في مقر سفارة بلاده في نيويورك.
ويشكل هذا الوضع الدولي الجديد الذي يصبح معه متاحا للفلسطينيين العضوية في منظمات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، نصرا دبلوماسيا كبيرا رغم انه يعرض السلطة الفلسطنية الى عقوبات مالية أميركية وإسرائيلية.
من جهته قال عضو الوفد الفلسطيني مجدي الخالدي لفرانس برس "هذا تصويت ساحق لفلسطين للسلام والحرية والعدل".
واشار الى ان تشيكيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي صوتت ضد القرار، معتبرا ان "هذا يدل على اجماع أوروبي على دعم اقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
واضاف ان "16 دولة أوروبية صوتت لصالح القرار وعشر دول امتنعت وهذا تطور كبير جدا في المواقف الأوروبية حيث ان كل شعوب أوروبا تدعمنا والآن حكومات دولهم تدعمنا ايضا".
وتابع الخالدي "لا يوجد دولة افريقية ضد القرار ولا يوجد دولة آسيوية ضد القرار وحتى استراليا لم تصوت ضد القرار اذن حوالي 95 بالمائة من الدول أو أكثر وقفت معنا ولم تقف ضدنا".
من جهته دعا خالد مشعل إن نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة الى جانب الاعتراف الضمني بدولة فلسطينية لتشكيل استراتيجية واحدة جريئة قد تؤدي الى تمكين كل الفلسطينيين.
وفي مقابلة مع رويترز في الدوحة قارن مشعل حالة الانكسار الإسرائيلية بابتهاج الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل واصر على أنه "لأول مرة يطلبون وقف اطلاق النار بشروط المقاومة بشكل واضح وبحضور الأميركيين".
استراتيجية تجمع بين المقاومة والدولة
ودعم مشعل بقوة المبادرة الدبلوماسية التي قادها عباس رئيس السلطة الفلسطينية لترقية الوضع الفلسطيني في الامم المتحدة الى دولة غير عضو بصفة مراقب والتي أيدتها الجمعية العامة للامم المتحدة يوم أول من أمس الخميس في نيويورك.
وقال مشعل ان هذا يضع الفلسطينيين دبلوماسيا على قدم المساواة مع الفاتيكان ولكن من الناحية السياسية قد يساعد على "توحيد الجهود الوطنية الفلسطينية" كجزء من عملية المصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها عباس.
وقال مشعل "قلت للاخ ابو مازن (عباس) نريد بهذه الخطوة جزءا من استراتيجية وطنية" التي تشمل "المقاومة التي ابدعت في غزة واعطت رسالة عن قدرة الشعب الفلسطيني على المقاومة والصمود في مواجهة المحتل".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "عندما نتوحد ونتصالح وننهي الانقسام وتكون لنا مرجعية واحدة ونضال سياسي واحد عند ذلك نصبح قوة أكبر ونستطيع ان ننجز أكثر وقدرتنا على الصمود امام العدوان الإسرائيلي بكل اشكاله تكون أكثر".
احتفالات في لبنان
احتفل فلسطينو لبنان طيلة الليلة الماضية بموافقة الجمعية العامة للامم المتحدة على ان تكون فلسطين "دولة بصفة مراقب" في المنظمة الدولية، في مسيرات عفوية في مخيمات الجنوب مطلقين الرصاص ابتهاجا.
وافاد مراسل وكالة فرانس برس في صيدا ان مئات الفلسطينيين خرجوا ليلا الى الشوارع الرئيسية لمخيم عين الحلوة (أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان) وساروا في مسيرات عفوية، رافعين اعلاما فلسطينية ورايات حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كما رفعت صور عباس ومعها صور للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، فيما قام عشرات المسلحين باطلاق النار من اسلحة حربية في الهواء ابتهاجا لساعات طويلة. وتركزت التجمعات خصوصا امام مقار حركة فتح في المخيم.
وجالت فرق شبابية في احياء المخيم ووزع افرادها الحلوى على المارة، فيما بثت مكبرات للصوت اناشيد فلسطينية.
وكان اللاجئون الفلسطينون تابعوا وقائع جلسة الهيئة العامة للامم المتحدة عبر شاشات التلفزة، وعاشوا لحظات ترقب وقلق طويلة خلال التصويت على القرار.
وقال امين سر منظمة التحرير الفلسطينية والقيادي في حركة فتح فتحي ابو العردات لصحافيين ان "فلسطين انتصرت اليوم في الامم المتحدة، ومسؤولياتنا باتت كبيرة، وفي مقدمتها استعادة الوحدة الفلسطينية ومواصلة مسيرة شعبنا من اجل اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.. والتمسك بحق عودة اللاجئين".
وكالات