زاد الاردن الاخباري -
حذرت الكاتبة مارجو مالاتجليان المتخصصة في أدب الطفل من أن بعض كتب الأطفال قد تتضمن مضامين غير مناسبة، ودعت المعلمات في رياض الأطفال وتربية الطفل إلى ضرورة الاطلاع على اسم المؤلف والرسام ومعرفة مضمون القصة قبل قراءتها للأطفال.
وقالت مالاتجليان خلال محاضرة لها في جامعة البترا اليوم حول أدب الطفل، إن المعلمات في رياض الأطفال وتربية الطفل يتحملون مسؤولية إنشاء جيل غير قاريء، معتبرة أن ما وصفته بـ"أمية المتعلم" لدى معلمات رياض الأطفال والمراحل المبكرة هي أخطر أنواع الأمية التي يعاني منها الوطن العربي".
وقالت ماتلجيان الحاصلة على الجائزة الأولى في الكتابة للطفل من بيروت، إن "على المعلمة أن تحرص على اختيار القصص بحيث تكون متصلة بحياة المجتمع وقيمه"، مضيفة إن كاتب قصص الأطفال يصيغ أحداث القصة وتسلسلها بحيث يزرع قيمة معينة أو تقبلا لتصرف معين، وعليه وجب علينا اختيار القصص المواءمة لقيم مجتمعنا وأخلاقياته".
وأشارت مالاتجليان إلى أن الأمية في الوطن العربي هي الأعلى بين دول العالم، وفقًا للاحصاءات العالمية واحصاءات اليونيسكو، وأضافت "المشكلة الأخطر هي أمية المتعلم، الذي يستطيع القراءة ولكنه لا يرغب بذلك".
وشددت ماتلجيان على أهمية دور الأسرة ومعلمات رياض الأطفال في اكساب الطفل المهارات اللغوية وزرع التقبل للغة العربية الفصحى لديهم، مشيرة إلى أن الدراسات العلمية أثبتت أن الطفل يبدأ بسماع الأصوات المحيطة وهو في الرحم منذ الشهر السابع، الأمر الذي يفرض ضرورة اعتياده على اللغة الأم، عبر الغناء له وحتى القراءة، مضيفة أن الدرسات العلمية أثبتت أن من ينجح بتعلم لغته الأم تسهل عليه تعلم اللغات الأخرى بشكل أفضل".
وركزت ماتلجيان على دور الثقافة الشفاهية في المراحل المبكرة من الطفولة ودرو الأسرة في بناء حصيلة لغوية سليمة للطفل، قائلة "في الوطن العربي ينمو الطفل على اللغة المحكية ولا ينمو باللغة على اللغة الفصحى"، معتبرة أن السبب وراء ذلك هو "أمية المتعلم لدى الأهل والمعلمات".
وحول مدى نجاح القراءة للطفل في السن المبكرة، قالت ماتلجيان إن "الأم تعتاد على الحديث مع طفلها في هذا العمر ومخاطبته، خلال مداعبته أو محاولات تهدئته، وعبر تلك اللغة يبدأ الطفل ببناء مفرداته قاموسه اللغوي، فلماذا نرفض أن نقرأ لهم القصص في هذا السن، وجب أن يعطى الطفل لغة ذات معنى، وفي الطفولة المبكرة يكون تعلم الأبجدية هو آخر همومنا".