زاد الاردن الاخباري -
اصدرت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بيانا اعلنت فيه موقفها حيال مشروعات انتاج طاقة الرياح في المملكة وضرورة اجراء دراسات أولية وتقويم أثر بيئي لموقع انتاج الطاقة.واكد البيان أن الحكومة تحاول جاهدة في ايجاد مصادر بديلة للطاقة، وخصوصاً في ظل تذبذب الامدادات الداعمة من الدول العربية المجاورة من جهة، وارتفاع تكلفة ايجاد مصادر أخرى من دول صديقة.
واضاف ان انقطاع امدادات الغاز المصري لأكثر من 13 مرة خلال العام الماضي، ساهم بشكل كبير في البحث عن مصادر بديلة تكلف حكومة المملكة عجزاً مالياً اضافياً يكاد يتعدى المليار دينار اذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه، وخصوصاً في ظل ايضاً ارتفاع أسعار المشتقات النفطية عالمياً.
وبناءً على ارتفاع تكلفة انتاج الكهرباء في الأردن خلال عام 2011 لحوالي 1827 مليون دينار، موزعة على مصادر غالبيتها غير متجددة ومستوردة من الخارج، وبناءً على الأخبار المتداولة محلياً حول نية الحكومة الاستثمار في مشروعات الطاقة المتجددة كطاقة الرياح، مشروع الفجيج في منطقة الطفيلة وغيرها ولضمان استمرار تزويد المواطنين بالكهرباء بأسعار تفضيلية فإن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تؤيد وبشدة ايجاد مصادر بديلة للطاقة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية، ولكن وفي الوقت نفسه فإن هناك معايير سلامة بيئية خاصة بالتنوع الحيوي متبعة عالمياً يجب أن تؤخذ وتطلب من الجهات الراغبة بعمل هذه المشروعات.
واضاف انه ومن المعروف عالمياً أن الأردن تتوسط مسارات هجرة الطيور الممتدة بين اوروبا وإفريقيا، بل ويعتبر مسار حفرة الانهدام – البحر الأحمر والواقع على امتداد 11 دولة من ضمنها الأردن، كثاني أهم مسار لهجرة الطيور الحوامة، إذ يعبره ما يزيد على 1.5 مليون طائر من هذه الطيور واقعة ضمن 37 نوعا من العقبان واللقالق والصقور والنسور وغيرها.
ومن الجدير ذكره أن 5 أنواع من اصل 37 نوعا هي العقاب الملكي، العويسق، العقاب الذهبي، الصقر الحر، و أبو منجل باتت مهددة بالانقراض على مستوى العالم، ويبذل كثير من المؤسسات والجمعيات الدولية جهوداً لحمايتها.
وقد انبثقت توصيات واتفاقيات عالمية وقعت عليها حكومات عديد من الدول الواقعة على مسارات الهجرة، ومن ضمنها اتفاقية CMS، واتفاقية AEWA الموقعتين من قبل حكومة الاردن في أعوام 2002، و1999 تباعاً.
وتستخدم هذه الطيور وفق البيان خلال مسافة هجرتها التي تصل الى حوالي 3000 كم تيارات الهواء الساخن التي تحملها قاطعة مسافات طويلة، وبالتالي فإن مسارات الهجرة تكون محددة وثابتة بناءً على أماكن وجود هذه التيارات، لذلك فإن الطيور لا تستطيع تغيير مسارات الهجرة، بل وان وجود معوقات ومهددات من فعل الانسان خلال هذه الاماكن بات يشكل تهديداً كبيراً عليها.
واكد إن وجود أعداد من الطيور النافقة نتيجة ارتطامها بمراوح الهواء في مناطق مختلفة من العالم خصوصاً في أمريكا واوروبا، ساهم في اعتماد وسائل احترازية لحماية هذه الطيور، تبدأ في عمل دراسات أولية وتقويم أثر بيئي للموقع قبل اختياره لمشروعات طاقة الرياح، واستمرار المراقبة لهذه المواقع بعد البدء بعمل المشروع، وقد ساهمت مؤسسات حماية البيئة في ايقاف بعض مشروعات طاقة الرياح نتيجة لأثرها السلبي على الطيور المهاجرة.
وكون كثير من هذه الطيور هي من الأنواع التي تعبر المملكة، فإن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وحرصاً منها على تطبيق القوانين الموقعة من قبل الحكومة والمعنية بحماية الأنواع البرية والتنوع الحيوي، فإنها أرادت لفت الانتباه لهذه الموضوع المهم، وضرورة دعمه من قبل الجهات الوطنية ذات العلاقة.
وطالب البيان باعتماد وسائل السلامة المتبعة عالمياً والمعروفة لدى غالبية هذه الشركات العالمية، اضافة الى اعتماد دراسات تقويم الأثر البيئي وفقاً للمعايير العالمية للحيلولة دون حدوث أي ضرر بيئي قد ينجم مستقبلاً عند السير قدما في هذا المشروع، وبما يتماشى مع القوانين السارية التي تضبط هذا الأمر.
العرب اليوم