زاد الاردن الاخباري -
عباس عواد موسى
ألإضطرابات البلقانية الجديدة , تنذر بحربٍ قادمة قاتمة . بعد عشر سنوات من المد والجزر ورسم تحولات وتشكيل محاور دائمة الإنهيار في بلدان شبه الجزيرة التي عُرفت بأنها سبب مباشر لوقوع الحروب الكبرى . ويكفي هنا , أن الفيدرالية اليوغوسلافية السابقة التي تكونت من الجمهوريات الست ( صربيا بإقليميها كوسوفا وفويفودينا , كرواتيا , سلوفينيا , ألبوسنة والهرسك , مقدونيا والجبل الأسود ( مونتينيغرو ) تفككت جميعها وأصبح الإقليم كوسوفا دولة جديدة . فزادت التعقيدات وأصبحت الديبلوماسية مُسَيّرة بالعامل الأمني فقط .
وأضافت الفوضى في سلوفينيا تعقيداً جديداً سببه هنا الرئيسي هو العامل الإقتصادي , الذي تدهور جراء دخولها الإتحاد الأوروبي الذي يلهث المفلسون للإنضمام إليه . فأصبحت سلوفينيا كاليونان , دولة تنتظر إعلان إفلاسها .
وبات مُتوقعاً , أن يتولى راموش هارديناج رئاسة حكومة كوسوفا من جديد , بعد أن برّأته محكمة لاهاي من جرائم الحرب . ويرى الكثيرون في عودته للمنصب تجميداً لعلاقات الدولة الناشئة بعموم الجوار . فجاء تصريح السيد صالح بيريشا رئيس الوزراء الألباني اليوم أمام مجلس الوزراء في ألبانيا ليشكل صاعقة بلقانية كبيرة , فبحسب تصريحه فإن كل ألبان العالم سيحصلون على الجنسية الألبانية , فهذا حق لهم حسب رأيه . فهم أي الألبان تحت الإحتلال أكثر من مئة سنة وتحت حكم الدكتاتورية كذلك .
وأوَليست البوسنة والهرسك تتهاوى , كما أسمعنا رئيسها جيفكو بوديمير , لأن مجلس رئاستها عاجز على المضيّ في إصلاح حقيقي بسبب الإنقسامات التي تعصف به منذ سنوات . واليوم تعلن البوسنة عن اكتشاف مقبرة جماعية في ميشيفيتشي بالقرب من بلدة خاجيك تعود لعام 1992 .
تتفنّن حكومات دول البلقان بالكذب والتضليل , فتتحدث عن التكامل الأوروبي الذي تسعى للإطاحة به بانتظار توازنات تلائمها أكثر منه . وجميعها , للأسف , رهينة بيد الصهاينة الأفاكّين .
ألبلقان مثل روسيا , مُنهك من مواضيع الديموقراطية وحقوق الإنسان . وتلعب به ورقتان سياسية وإثنية تترابطان حيناً وتنفكان أحياناً . وكأن الشعب ينتظر قائداً حربياً كي يدفع ثمناً باهظاً قبل قبوله بحل سياسي غير ممكن في اللحظة الراهنة . وأما الأزمة الإقتصادية فتعود للفساد الذي ازداد بسبب الإفراط في الإستثمار العام .
ألمُغَفّلون , ينتظرون إشارات المرور لدخول الإتحاد . ولحين الوعد الكاذب , نضمن صمتهم المريب .