زاد الاردن الاخباري -
نبذة عن خربة السور:-
((على بعد 6 كم إلى الغرب من قرية عراق الامير توجد هذه الحفرية من خلال المسوحات التي قام بها السيد ( شانج هوجي ) دلت أنها مستوطنة زراعية دفاعية تعود للعصر الحديدي الثاني ولقد أعيد إستخدامها في العصر الروماني لنفس الغرض ، و يوجد فيها حوالي سبعة آبار أثرية لتجميع المياه من ذلك العصور القديمة ما زالت موجودة كما هو مبين في الصور المرفقة)) .
سكان وأهالي منطقة الوادي الاخضر كانوا وما زالوا تحت مطرقة الامل ، حيث انتظروا البشرى من أمانة عمان الكبرى باتخاذ قرارا يخدمهم ويلبي حاجاتهم بانشاء مقبرة اسلامية واسعة لأبناء عمان في مكان لائق يجمع أمواتهم في مثواهم ومرقدهم الاخير، مثلما جمعتهم حياة الدنيا في احضانها الدافئة التي تنعم بالامن والاستقرار والتعايش في سلام واخوة ، وتارة اخرى تقع المنطقة و سكانها فوق سندان الألم الشديد بسبب سوء إختيار مكان المقبرة غير المناسب و بطريقة مزاجية غير موفقة تبنتها امانة عمان الكبرى بتفرد المسؤول فيها بمركزية القرار داخل الغرف المغلقه وقد تخلى عن اللامركزية وأغفل دور المجتمع المحلي.
وللأسف فإن بعض المسؤولين في أمانة عمان قد تجاوزوا توصيات الكشوفات الحسية والدراسات العلمية والجغرافية وطبغرافيه المنطقة الصعبة غير الصالحه للمقبرة، وغير مناسبة نظرا للتضاريس ذات الطبيعة الصخرية.
ناهيك ان المنطقة بشكل عام تفتقر الى الخدمة وشبكة مواصلات بشكل خاص الذي لا يتسع الى مواكب الجنائز فالشوارع الضيقة وغير المؤهلة اصلاً حيث تكثر فيها المنعطفات و المنحدارات الشديدة التي تعيق السير.
أيها المسؤول صاحب القرار أهل مكة أدرى بشعابها فنحن أهل المنطقه نعرف ان تكلفه القبور عاليه في هذا المكان على ذوي الموتى من الفقراء وأصحاب الدخل الشحيح ،فهذه النتائج تستند على ما توصل اليها الخبراء في التقرير والذي يعتمد على الكشف العملي الميداني والدراسات العلمية الدقيقة حول طبيعة مكان المقبرة ، و جاءت بنتائج ان 30% من المساحة صخرية و 70% تربة بعمق يتراوح ما بين 20-30سم والجزء الاخر صخر صلب ، وبين التقرير في مضمونه ومحتواه أن القبور في هذا المكان بحاجة الى آليات حفر كبيرة (جك همر) وما يشبه ذلك لحفر القبور وهذا يعني أن القبر الواحد تكلفته تزيد عن 500 دينار، وهنا نتسائل على أي منهج إعتمدتم لإختيار هذا الموقع ؟؟ .
ومن هنا نحن سكان و اهل المنطقة نتوجه بالطلب من أصحاب القرار، ونخص منهم دولة رئيس الوزراء الأكرم بالنظر إلى هذه القضية والإيعاز والعمل بما يلزم لإيقاف إنشاء المقبرة التي بدء العمل بها من خلال تنفيذ العطاء،وبإمكان المهتمين من المسؤولين العودة إلى الملفات الآتية للإطلاع عليها والتحقق مما ورد :
1- كتاب رقم 16/3/11851 الصادر من ديوان المحاسبة بتاريخ 11/7/2011 جاء بعدم الموافقة.
2- كتاب رقم 16/3/18463 الصادر من ديوان المحاسبة امانة عمان بتاريخ 16/10/2012 جاء بعدم الموافقة.
وجاء في هذه الكتب وصفا دقيقا للمنطقة من خلال الدراسات و كشفهم العلمي الميداني والتي لم يأخذ لها أي اعتبار، وقد تباينت فيها القرارات من نفس بعض المسؤولين، والتي تبين وتثبت أن المقبرة غير صالحة في المكان المذكور، ومن الممكن الرجوع الى الصور الفوتوغرافية المرفقة التي تم إلتقاطها عام 2009 لغايات إبراز القيمة الجمالية، وما تزخر به من المعالم الأثرية والتاريخية في منطقة الوادي الأخضر المهمل بكل ما تعنيه الكلمه ، رغم كل هذه الميزات التي وهبها الله لها، فهذه الأثار صمدت الآف السنين أتريدون أن تجعلوها قبورا و مدافن ؟؟ أم الأفضل أن تعملوا مخيمات سياحية بيئية على غرار مخيمات فنان في وادي عربة يخدم أبناء الوطن بشكل عام و أبناء المنطقة بشكل خاص؟؟
علما بأن سكان المنطقة قاموا بالاعتراض على اقامة المقبرة مبينين رفضهم واظهار احتجاجهم وإمتعاضهم الشديدين الذي قدموه الى عطوفة متصرف لواء وادي السير،الذي قدم جهدا كبيرا بالعمل على حل هذه القضية ويشكر على جهوده.
حرصا منا نحن الأردنيون وإنطلاقا من مثل هذه القرارات و سواها التي تبرز أدوار المجتمعات المحلية على المساعدة في محاربه الفساد واجتثاثه الذي يتطلب منا تظافر الجهود والعمل باستمرار لتجنيب وطننا الحبيب من اي مشاكل تعترضه، ليبقى دائما مرفوع الهامه بين الأوطان بهمة أبنائه و تكاتفهم ودفع الأذى عنه بتذليل المصاعب التي يمر بها وذلك بالعمل على تنقية المجتمع و المؤسسات الرسمية من كل فساد أو أي مكروه و بهذه الأدوار والمهام التي يتحملها الجميع سنصل الى نتائج حتمية تتمثل في صفاء الفكر وتنقية الاجواء بين مكونات المجتمع والتي تنعكس بشكل ايجابي على الاداء السياسي لدفع عجلة الاقتصاد للنمو والازدهار،والذي بدوره سيعمل على خلق المواقف والاجراءات الصحيحة التي تصنع القرارات السياسيه السليمة .... الخ .
وفق الله الجميع و سدد الخطا في خدمة الوطن و تنميته و الخروج به من كل المصاعب و الأزمات تحت القيادة و الراية الهاشمية.
الدكتور موسى الحسامي العبادي