زاد الاردن الاخباري -
الهجوم على سفراء الدول الخليجية
السفراء هم الرسل والرسل هم السفراء ولكن السفراء عادة ما يمكثون لفترات اطول تحدد بموجب مواثيق وعهود بين الدول .
و العهد هو الأمان،والموثق،وكل ما عوهد الله عليه،وكل ما بين العباد من المواثيق فهو عهد.
ولا يدخل السفراء الى الاردن إلا بموجب اتفاقية بيننا وبين بلدانهم تعتبر ميثاق وعقد،وذمة،ومحكومة بمعاهدات دولية .
ولقد ألزمنا الدين الحنيف الوفاء بالعهد،وقد التزم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعهوده،امتثالا لقوله تعالى ((وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ))
و شدَّد الوعيد في نقض العهد حتى نفى الدين عمن لا عهد له فقال: (( لاَ دِينَ لِمَنْ لاَ عَهْدَ لَهُ))
وخلاصة ذلك أن نقض العهد محرَّم تحريما قطعيا .
ويعتبر نقض العهد من ظلم المعاهد ،وأمر الله تعالى بإتمام مدة العهد،فقال سبحانه ((فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِم)).ْ
والسفراء موجودون في الدول لخدمة شعوبهم وشعوب الدول المستضيفة لهم على حد سواء وليس لهم أي علاقة بما تقوم به حكوماتهم من قرارات قد تكون جائرة في بعض الوقت أو معظمه فهم بمثابة جهة تنفيذية لسياسات وقوانين وانظمة وتعليمات بلدانهم وكل ذلك منصوص عليه بموجب الاتفاقيات والمعاهدات الدولية لذلك وجب علينا جميعاً كشعب أن لا نعادي هؤلاء السفراء وأن لا نسيء اليهم لا بطريقة مباشرة ولا بغير مباشرة .
وان ما دعاني للحديث هنا هو أن بعض الاخوة مؤخراً قاموا بالتهجم الصريح والمسيء الى بعض سفراء دول الخليج بطريقة أساءت لهم شخصيا وقد تتسبب في تعكير صفو العلاقات بين البلدان في أي مرحلة من المراحل القادمة ولا أعتقد أننا في وضع يسمح لنا الدخول بعداء مع أي من الدول العربية والاسلامية الشقيقة فهؤلاء السفراء العرب والذين نكن لهم كل الاحترام والتقدير هم منا ونحن منهم ونحن نعلم أنهم يتحسسون أوجاعنا ويحاولون معالجتها بما هو متاح لهم ولكن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها فأنا مطلع أن هؤلاء السفراء لا يستطيعون التأثير على بلدانهم كما نعتقد وكما هو حال سفرائنا في الخارج فهم بمثابة الرسل ينقلون الرسائل بين الدول ويخدمون الشعبين ويرفعون التوصيات وليس بالضرورة أن يجابوا من قبل حكوماتهم لذلك أنا أرجو من أولئك الاخوة الذين تهجموا على شخوص بعض السفراء العرب أن يعيدوا النظر فيما قالوا وأن يقدموا اعتذارهم لأولئك السفراء وأقول لأولئك السادة السفراء أنكم اخوة أعزاء ونعلم حرصكم على معالجة معاناة شعبكم الاردني والذي أنتم جزء منه لطالما أنتم تعيشون في الاردن ونحن كشعب لا نحملكم جور حكوماتكم , كونها قادرة اذا ما رغبت على انهاء و معالجة هموم ومعاناة هذا الشعب العربي الاردني المتجذر بأصالته والذي لم يصدر عنه تقصيراً في أي يوم من الايام اتجاه أي شعب عربي واتجاه أي دولة عربية وكان يبادر باستمرار لتقديم يد العون والمساعدة للأشقاء العرب وليس بالضرورة ان تكون المساعدة مالية وانما هنالك اشكال متعددة من المساعدات التي قمنا بها كدولة أردنية اتجاه أشقائنا ولا نشكر على ذلك لأنه واجب الأخ اتجاه أخيه فنحن كالجسد الواحد وأعتقد هنا أن السبب الرئيسي الذي دفع بعض الاخوة الكتاب لتلك الكتابات هو شعورهم العربي الاسلامي اتجاه تقصير واضح من بعض الحكومات العربية اتجاه ابنائهم واخوانهم في الاردن ولكنهم أخطأوا بالعنوان عندما وجهوا أقلامهم باتجاه سفراء بيننا وبينهم عهد وميثاق.
نعتذر من هؤلاء السفراء ونقول لهم إن قلبكم العربي واسع وسيبقى كبير وأملنا باق في قيام دولكم بالفزعة العربية الأصيلة اتجاه شعب عربي شقيق فأنتم أولى أن تفزعوا للأردن من أن تسبقكم الى ذلك الشرف جمهورية ايران الاسلامية الشقيقة والتي قدمت عرضا مجزياً نعجز كأردنيون عن تقديره ورفع القبعات له راجيا من السادة السفراء مرة أخرى قبول اعتذارنا فأنتم بين أهلكم وذويكم وفقكم الله لما فيه خير شعوبكم وشعوب الامة العربية والاسلامية .
العميد المتقاعد
بسام روبين