زاد الاردن الاخباري -
في لقاء موسع مع قيادات في الحراك الشعبي قال جلالة الملك عبد الله الثاني امس انه لا توجد خصومة بينه وبين الحراك الشعبي، معتبرا أن الحراك "القوة الأردنية المدخرة لإعادة البناء وصياغة المستقبل". وطالب جلالته الحراكيين بالاندماج في أحزاب وتيارات سياسية برامجية والمبادرة إلى المشاركة في العملية الانتخابية والسياسية لتجديد دماء الدولة الأردنية.
وأضاف جلالته أن الاعتقالات الأخيرة "لحظة عابرة في مسيرتنا التي تميزت بالتعامل الأمني الحضاري مع الحراك السلمي"، وأعلن طي صفحة الاعتقالات السياسية وأبدى امتعاضه لما تعرض له بعض المعتقلين من سوء معاملة ليست جزءا من السياسة الأمنية الرسمية الأردنية التي تضع كرامة الإنسان وحريته فوق كل اعتبار.
وكان جلالته يتحدث إلى عدد من القيادات السياسية والحراكية في منزل د. رجائي المعشر بحضور د. معروف البخيت، وكشف أثناء اللقاء عن حجم الضغوط التي يواجهها الأردن بسبب مواقفه الثابتة في الدفاع عن المصالح الوطنية العليا وكينونة الدولة الأردنية وذلك بالإشارة إلى ضغوط إقليمية ودولية لدفع المملكة نحو التورط في الأزمة السورية أو الانخراط في ملف الصراع المذهبي في الإقليم أو التفريط باستقلالية ووحدة الكيان الفلسطيني في إطار مشروعات إقليمية تستهدف حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن.
وأكد جلالته ضرورة أن يقوم الديوان الملكي وأجهزه الدولة بالتعاون مع القوى الحراكية للتعرف على احتياجات المحافظات التنموية والتواصل مع تيارات الحراك للاطلاع على التوجهات السياسية والمشكلات الاقتصادية في الميدان.
وشدد جلالته على أن هذا التواصل مع قوى الحراك هو جزء من العملية السياسية المستقبلية في الأردن التي عمادها الكومة البرلمانية في الأردن التي ستكون تعبيرا عن ائتلاف نيابي سياسي مسؤول عن تطبيق برامج مدروسة ومعلنة لمدة اربع سنوات، في إطار علاقة من نوع جديد مع البرلمان ومع القوى السياسية والحزبية خارج البرلمان.
ونبه جلالته إلى ضرورة إعادة الاعتبار إلى موقع الأمناء العامين في الوزرات الذين يشكلون أعمدة الإدارة الكفيلة بتراكم الإنجازات في ظل الحكومات البرلمانية ذات الطابع السياسي.
واعرب جلالته عن رغبته بالاستماع إلى آراء وتوجهات القيادات الحراكية من دون سقوف حيث قدم د. المعشر الحاضرين بكلمة عبر فيها عن المعاني الكبيرة لهذا اللقاء الذي يميز العلاقة الخاصة بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني.
وقدم الزميل ناهض حتر عرضا لاتجاهات الحراك السياسية وتوجهاته البرامجية ومطالبه الأساسية التي تتمحور حول أربعة محاور هي: استئصال الفساد، وتنمية المحافظات بعقول وسواعد أبنائها، ومراجعة النهج الاقتصادي والخصخصة في إطار تجديد شامل للدولة الوطنية الأردنية، وتجاوز المخاطر على الكيان الأردني من خلال اجراءات أهمها قوننة فك الارتباط.
وكان الجو في اللقاء حميما ووديا وحين قال جلالته انه يريد حياة سياسية غنيه تقوم على اليسار واليمين والوسط أردف مازحا وليس "يسار يسار يسار"، كما يريد الأخ ناهض، واردف إنني يساري في ما يتصل بالتعليم والصحة والعدالة الاجتماعية، ولكنني مع الحكومة الصغيرة ولست مع الحكومة الكبيرة كما يريد اليساريون.
وحضر اللقاء كل من ضرغام هلسة، والمهندس احمد ملحم، محمود الحياري، محمد السنيد، ادهم غرايبة، محمد الكفاوين، منصور المعلا، وسودي الروسان، وعامر طبيشات، وياسر عكروش، وجهاد المحيسن.
العرب اليوم