زاد الاردن الاخباري -
بسام البدارين - تتوسع وكالة 'سانا' السورية للأنباء في التفاصيل عندما تتحدث عن 'الهوية الأردنية' لبعض المقاتلين الجهاديين الذين يتم إستهدافهم داخل سورية في إشارة واضحة تسعى لإنتاج إنطباع بأن الساحة الأردنية هي جهة تصدير مقاتلي جبهة النصرة الجهادية إلى سورية.
وهذا ما حصل أمس الإثنين عندما أعلنت 'سانا' عن عملية عسكرية إنتهت بقتل وجرح أردنيين وتونسيين حصريا مع توسع في تفاصيل الحديث عن أردني يفترض أن إسمه محمد العلائي وصفته الوكالة السورية بأنه الإرهابي الأخطر في الميدان السوري اليوم.
العلائي إسم غير مألوف في العائلات الأردنية بطبيعة الحال وفوق ذلك إسم مجهول في جبهة السلفيين الجهاديين الذين تنشطوا لإرسال المقاتلين لنصر ثورة الشعب السوري ووفقا لكل قيادات التيار السلفي يخترع نظام دمشق بعض الأوهام والأسماء بين الحين والأخر ويقتل أبرياء ثم يزور هوياتهم ويقدمهم عبر الإعلام كإرهابيين.
صدرت عدة بيانات من عشائر أردنية تتهم نظام دمشق بتزوير الحقائق وتحمله مسئولية مقتل أبرياء ومدنيين أردنيين ثم إتهامهم بأنهم كانوا يقاتلون إلى جانب الإرهاب.
المدلول السياسي لما يفعله إعلام دشق الرسمي واضح للأردنيين وهو دفعهم للشعور بأنهم في دائرة الإتهام وبالتالي التلويح بتهديدهم ضمنيا خصوصا حيث وجدت عمان مؤخرا نفسها وسط غابة من التكهنات والتحليلات والقراءات التي تضعها في مقدمة خيارات الهجوم الأخير على النظام السوري.
وفي جانبها تحاول وكالة الأنباء الحكومية بترا الرد عبر بث البيانات التي تتحدث عن إشتباكات مع مجموعات وخلايا جهادية على الحدود مع سورية حاولت العبور وتم منعها ومؤخرا أصيب عسكريين أردنيين في إشتباكات من هذا النوع على أمل أن تفهم دمشق بأن السلطات الأردنية ليست المسئولة عن تصدير الجهاديين وتسللهم إلى الجانب الشمالي.
وفي أوساط القرار الأردنية ثمة من يتصور بأن دمشق أكثرت مؤخرا من توجيه رسائل تهديد وإتهامات للأردن ردا فيما يبدو على سيناريوهات إستقرار حكومة سورية إنتقالية في الأرض الأردنية قرب مدينة درعا وردا على إستقبال المزيد من اللاجئين السوريين.
هذه الحكومة تحدث عنها محللون بارزون في الأردن بينهم الدكتور عامر السبايلة عندما وضع ثلاثة سيناريوهات لها إما في مدينة عمان أو الرمثا أو حتى درعا بعد تحريرها بالكامل من الجيش النظامي السوري.
وهي حكومة ربطها كثيرون برياض حجاب المنشق السوري الأبرز حتى الآن الذي لا زال ضيفا على أحد قصور الضيافة في العاصمة الأردنية عمان.
ويسود وسط الأردنيين إعتقاد بأن البيانات السورية المتلاحقة التي تصدر وتتحدث عن 'تساهل' أردني رسمي تجاه عبور المجاهدين هدفها 'إرهاب' عمان عمليا بعدما تسربت تقارير عن ضغوط تمارس عليها ضمن خطة لإستعمال الحدود الأردنية في مجهود عسكري خاص وسري هدفه السيطرة على السلاح الكيماوي السوري.
هنا حصريا يقول الأردنيون بكل اللغات أنهم لا يريدون التورط إطلاقا في المشهد السوري المفتوح على كل الإحتمالات ولا زالوا يقاومون سيناريو التصعيد القطري السعودي، الأمر الذي إنتهى بعقوبات إقتصادية ومالية على الحكومة الأردنية وفقا لما ألمح له رئيس الوزراء عبدلله النسور شخصيا عدة مرات.
لكن المؤسسة العسكرية والسياسية الأردنية موحدة على الأرجح وراء موقف يعارض أي تدخل أردني بالميدان السوري إلا في حالة واحدة فقط هي ترحيل نصف مليون فلسطيني في سورية بإتجاه الأردن وحسب مصدر أردني رفيع المستوى تحدث لـ'القدس العربي' ففي هذه الحالة فقط سيتغير الموقف الحالي للمؤسسة الأردنية.
لذلك تعهدت القوات المسلحة الأردنية مؤخرا بضبط النفس قدر الإمكان في مواجهة سلسلة 'إنتهاكات' سورية للحدود تحدث عنها واعدا بالتصدي لها الناطق الرسمي وزير الإتصال سميح المعايطة.
بيانات الجيش العربي الأردني الأخيرة تحدثت مجددا عن إصابة عسكري أردني برصاصة سورية أثناء عملية قصف وإطلاق نار إستهدفت مجموعات من الجيش الحر في درعا وفقا للمؤسسة العسكرية الأردنية تسقط قذائف وشظايا وأحيانا رصاص على الأرض الأردنية بسبب عدم إنضباطية النيران السورية العشوائية والبائسة أحيانا.
سياسة ضبط النفس التي تتحدث عنها البيانات العسكرية الأردنية إقترنت بالتحدث عن تنفيذ الواجب في حماية الأرض والأملاك الأردنية والحدود والمواطنين الأردنيين في حالة تعرضها لأي إعتداء وهو تلويح مبطن وناعم للجيش السوري بأن لا يحاول الإسترسال في العبث وينتبه للرسائل النارية التي يوجهها.
القدس العربي