زاد الاردن الاخباري -
قسم الادارة العامة
جامعة اليرموك
"اللعب بمياه عمّان"!
د. علي المستريحي
يتاح لي أحيانا –كما بالأمس- بعضٌ من ترف الوقت، أمضيه بممارسة هوايتي بالغوص بأكوام أوراقي القديمات، أنبش قصاصات ورق مهترئة، بعضها قد نسيت تماما لماذا احتفظت به أصلا! وبعضها الآخر يحوي خربشات كأنها مكتوبة بلغة الجان لا أحد يفهمها من البشر غيري والقلم الذي كتبت به (وقد اختفى) والورق الذي كتبت عليه (وقد اهترى)!
لكني عثرت على قصاصة عمرها ينوف عن عقد من الزمان، كتبت عليها مسوّدة لقصيدة شعرية نثرية عندما كنت أعرف اللغة العربية أكثر مما عرفتني هي! قصيدة أغازل فيها عمّان (عندما كنت بعيدا عنها)، وعندما كان هوانا، رغم بعد المسافات عشقٌ متبادل، ذلك قبل أن يحول عشقا قاسيا من طرف واحد، هو طرفي أنا! قلت فيها:
عمّانٌ إني إلى عينيك مشتاق أنا وأنت أبد الدهر عشاق
رحلت عنك وكنت أعتصر ألما على الفراق ودمع العين رقراق
لو تعرفين كم عانيت في بعدي وكم أنا الى لقياك تواق
فحبي اليك في أحشائي مزروع أشجار وأغصان وأوراق
هل تذكرين عهدي إليك غاليتي: بأن أعودك هائما ومشتاق
هل تذكرين دهرا من محبتنا وكان كلانا إلى اللقاء سباق
هل تذكرين لقائي فيك مبتهجا وقد وشّحتك من قبلاتي أطواق
ثم، انهالت عليّ الذكريات بلا رحمة! فتذكرت زيارتي لعمان قبل شهرين أو ما يزيد بقليل .. وقد كتبت بعد الزيارة هذه المذكرة:
جلست متأملا مختلطا بفكري وذكرياتي .. مخاصما نفسي، معاتبا، ولست عاذرا عمان! أهز رأسي الثقيل المتعب، أردد..
عمّان، لم تعودي كما كنت عمانُ ولم يعد بئرك بعذب الماء ملآن!
ذهب البريق الذي كان فيك يخطفني فاحلفي أن تعودي كما كنت عمّان!