زاد الاردن الاخباري -
مما لا شك فيه أن الانشغال بالهاتف الذكي أثناء القيادة له مخاطر جمّة يدركها الجميع، لذا طوّر مجموعة باحثين من جامعة "غنت Ghent University"، واحدة من المؤسسات الرائدة في مجال التعليم العالي والبحوث في بلجيكا، تقنية جديدة من شأنها عرض المعلومات والرسائل مباشرة من الهاتف الذكي إلى العين لقراءتها وتفحصها من خلال عدسات لاصقة صُممت خصيصاً لتفي بهذا الغرض.
هذه التقنية الجديدة عبارة عن شاشة عرض صغيرة جداً من نوع الكريستال السائل "LCD" منحنية وكروية الشكل تم تصميمها خصيصاً لتكون مناسبة تماماً لدمجها داخل العدسات اللاصقة للعين كجزء لا يتجزأ من العدسات، قادرة على نقل وعرض المعلومات بطريقة مباشرة وفورية من الهاتف الذكي إلى العدسات اللاصقة لمتابعة الرسائل النصية القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني دون الاضطرار إلى تشتيت الانتباه أثناء القيادة أو القيام بأي عمل آخر والالتفات إلى الهاتف الذكي.
ووفقاً للباحثين فإن شاشة العرض المدمجة داخل العدسات اللاصقة تتصل بالهاتف الذكي عبر تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي، لتكون قادرة على استقبال نصوص وصور ورسائل وغيرها من المرئيات الأخرى من الهاتف وعرضها ورؤيتها عبر العين مباشرة.
ولفت "جيلي دي سميت-Jelle De Smet" الباحث الرئيسي والقائم على تطوير هذه التقنية بمركز جامعة "غنت" المتخصص في تكنولوجيا مايكروسيستمز، إلى أن التحدي الأكبر الذي واجه فريق العمل هو تطوير طبقة رقيقة جداً ومرنة في الوقت ذاته باستخدام خلايا الكريستال السائل، فعادة الشاشات المرنة المصنوعة من هذه التقنية من الصعب صياغتها وتشكيلها لتأخذ شكل جديد وبالأخص الشكل الكروي، لذا فكان هذا العائق هو التحدي الرئيسي لمجموعة الباحثين، ولكنهم تغلبوا عليه وتمكنوا من بلورة هذا الطبقة ودمجها بطبقات نشطة باستخدام نوع جديد وخاص من مادة البوليمرات الموصلة لإنتاج شاشة عرض مناسبة للعدسات اللاصقة، لتمد المرتدي بالمعلومات والرسائل والصور دون الحاجة إلى لمس الهاتف الذكي.
وأضاف سميت أن هذه التقنية ليست درباً من دروب الخيال العلمي وسوف تتوافر في غضون السنوات الخمس المقبلة، ولكنها لن تحل في الوقت ذاته محل شاشة السينما للأفلام، ولكن من المثير والمذهل أن نستطيع "عرض صور واتجاهات الطرق والرسائل النصية القصيرة ورسائل البريد الإلكتروني مباشرة من هواتفنا الذكية إلى أعيننا"، ومن المتوقع أيضاً أن يتم إدراجها ضمن تطبيقات عديدة في مختلف المجالات خلال السنوات القليلة المقبلة.
العربية .نت