زاد الاردن الاخباري -
ليس عيبا أن اكتب في هذا الصباح عن نقابة المهندسين الأردنيين والألم يعتصر أحشائي فقد تبدلت الأحوال اليوم يا إخوة الدم والعقيدة والهدف، ولم تعد كما كانت عليه منذ سنيين خلت. أود أن اسرد لزملائي المهندسين عن بعض القضايا التي أدركتها في هذه النقابة من خلال فترة انتسابي القصيرة من حيت الزمن, والكبيرة بالمفاجآت.
أولا: من أهداف نقابتنا الارتقاء بالمستوى العلمي والمهني للمهندسين والتعاون مع الجهات الرسمية بصفتها هيئة استشارية في مجال تخصصها والدفاع عن مصالح الأعضاء وكرامتهم واشدد هنا على كلمة كرامتهم ...لكن بعد فتره قصيرة تلاشت لدي تلك الصورة المشرفة عن نقابتنا وأيقنت أن هذه الأهداف مجرد سرابا وجمل براقة والقليلون فقط من يتنعمون بهذه الخدمات والمزايا بناءً على توجه فكري وحزبي وعبر ديمقراطية عرجاء..... بالأمس انجلى الخيط الرفيع بين الحقيقة والتضليل و وقفت حائرا "عندما أغلق موظف في النقابة خط الهاتف بوجهي" وضربت سلاما لأيام وصفي.
ثانيا: تقول حكمة صينية قديمة "تبدأ الحكمة بتسمية الأمور بأسمائها " فكما نعلم أن نقابة المهندسين نقابة مهنية تعنى بالأمور المهنية التي تصب بجلها في صالح المهندس الأردني ولا يعنيها الأمور الحزبية والسياسية وهي أسمى وارفع من أن تستخدم كأداة لفرض الرأي... لكن للأسف لقد نسي القائمون على النقابة مهمتهم التي وجدوا من اجلها وصارت مهمتهم فقط هي الحراك ... وأصبحت النقابة تقول في السياسة أكثر مما قاله مالك في الخمر وأصبح دور الكثير منا لا يتعدى إلا منتسبين من اجل دفع مستحقات الاشتراك وهذا حسب القانون الأردني الذي تأسست النقابة علية يسمى غبن وتغرير.و لو أن الواقع يتيح لي مجالً أوسع للحديث لقلت ما في داخلي دون تردد.....لكنني اكتفي بهذا القدر من البوح.
ثالثا:عاش الهرج والمرج في أمر نشاطات النقابة التي يراها المراقب على أنها أفعال ولدت من رحم القومية الإسلامية المجيدة وذات أهداف سامية عزيزة... لكن عند النظر في مضمونها نراها أنها اصطفافات واملاءات لكسب مواقف جعلت منهم الحزب الحاكم وأصحاب السلطة يتصرفون بنقابتنا كما يشاءون فمثلا لماذا يتم جمع المساعدات لشعوب أخرى ولا يتم جمع المساعدات لمن هم بأمس الحاجة في وطننا أبناء الفلاحين والبدو وأبناء من قاتلو حتى نزف الدم مسكا وطيبا... وغادرونا وقد تركوا لنا إرثا عظيما.... فهل لهؤلاء في أموالنا نصيب؟ وهل لمهندسينا من غير جماعتكم في نقابتنا ترحيب وهل وهل وهل ....ولكنني اسمع جعجعة ولا أرى طحنا.
رابعا: ذهبت مرارا وتكرارا للنقابة ورأيت هناك العجب العجاب من يافطات وصورا ومقولات لشخصيات عربية وقومية... حتى القاعات يتم تسميتها بتسميات ذات دلالات حركية.
سؤالي الذي أود طرحه في النقابة شهداء الشعوب العربية يحضرون بالمقابل شهيدنا وصفي التل بكل زعامته السياسية والاجتماعية لا يحضر ولا حتى الشهيد كايد المفلح العبيدات يحضر أيضا الذي قاتل اليهود....وذبح منهم ما ذبح ... اسألهم الم يسجل المجاهد نواف الحمود في دفتر الدم والشهادة اسمه ...وسجله بعد أسس للفداء قصة وأسطورة... فلماذا هؤلاء يحضرون وشهداءنا أبطالنا الكثيرون الذين تصدروا القتال والاستبسال في فلسطين لا يحضرون.
لا ادري لماذا يحضرني وصفي...... رحمك الله
المهندس عامر محمد عواد المومني ...شعبة الهندسة الكهربائية