هم تجار الإنتخابات والسياسة , تجدهم في مواسم الإنتخابات, في الحارات الشعبية التي لايعرفونها, وفي الزقاق الضيقة التي لاتتسع على أهلها , هم في هذه المواسم بين الفقراء البسطاء ,ببذخهم وبدلهم وبرائحة عطورهم الفرنسية وأحذيتهم الإنجليزية التي تتجاوز أثمانها, ثمن إعادة صيانة الشارع الذي تمشي عليه.
يشاركون بكامل طاقمهم الحزبي الذي جمع بمال لا بسياسة ولا بأفكار يؤمنون بها,تجدهم في الأفراح والأتراح يشاركون ويقدمون طقوسهم في كل موضع وبنفس الطريقة, لتقديم أنفسهم للناس وكأن كل بيت عزاء أو فرح هو مؤتمر صحفي لتلميع الريس وصحبه, فالموعد أزف وحان وقت القطاف .
يدفعون ببذخ لمن يسمون أنفسهم مفاتيح القواعد الشعبية وهم من لايؤتمن جانبهم لأنهم متذبذبون حسب مؤشرات البورصة وهم لمن غلب ودفع ,هؤلاء من يدعون إمتلاكهم بحكم المونة والمعرفة والصداقة مئات الأصوات, وحنث اليمين هو القاسم المشترك مابين الدافع والقابض,فالنخاسة لها طرقها وشرائعها.
طبيعي أن تجد مثل هؤلاء في كل إنتخابات وأن تجد المفاتيح معلقة لمن يدفع ولكن المؤسف أنهم يشترون بأموالهم قبل المفاتيح والناخبين مرشحين بتاريخ سياسي عريض ليكونوا واجهة محترمة ظاهراً ولكنها صدئه مدفوعة الثمن باطناً.
كل هذا يحدث وفي الرصيفة, ومارهاننا إلا على الشرفاء الشرفاء وماعرض علينا ورفضناه ودسنا عليه بأقدامنا قبل به غيرنا ووضعوه وساماً على صدورهم ويفاخرون ويتفاخرون به وستكشف الأيام أنا ماتاجرنا بأصوات الشرفاء الأحرار فهي أغلى وأشرف من أن يتاجر بها.