زاد الاردن الاخباري -
بقلم : علاء حسين البوات
قال الله تعالى :( بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما) صدق الله العظيم. كثير من الاشخاص في مجتمعنا يعتقدون ان النفاق عامل اساس للاستمرار في هذا المجتمع وخاصة في مرحلة الأنتخابات اغلب المرشحون يعتبرون من يتقن النفاق اصبح يملك وسيله اسرع للوصول لاهدافه وغاياته متناسين ان النفاق كغيره من الامور لربما يصل لحد الإدمان، فنجد في نهاية المطاف الابن ينافق والده والاخوه ينافقون بعضهم من اجل الوصول لاهدافهم او من اجل مرشح معين فالأقنعه تتبدل ووتتغير بحسب المواقف والاهداف ويفقد بسببها المجتمع عنصر مهم وهوعنصر الصراحه والصدق والاخلاص لقيام مجتمع صحيح سليم متكامل ومتماسك فالناس لا يحبذون قول الصراحه ولا سماعها وينجذبون اكثر الى ممن ينافقهم بالرغم علمهم المسبق بهذا النفاق واصبح من يتفنن بقول الاكاذيب والمجاملات الزائده هو الشخص المناسب لهم لماذا هذا (النفاق الانتخابي).
الأنتخابات في مجتمعنا في كل مرةٍ يقتربُ معها موعد طائفة (النفاق الأنتخابي) فبدل الحديث عن كفاءة المرشح وقدرته على خدمة الشعب والوطن يكثر الحديث عن كثرة المناسف والحلويات التي يقدمها المرشح فلان في المقر وعن الإعلانات التي ينشرها، وفي ظل هذه الأحاديث تبدأ طائفة من الناس بالتحرك والظهور، وهي طائفة من المجتمع وتسمى طائفة (النفاق الانتخابي) مهمتها التشهير و التطبيل و التزمير و التلميع و الهتاف وتسويق و تبيض هذا المرشح أو ذاك المرشح دون وجه حق، زوراً ونفاقا وبهتاناً وتظليلاً للمواطنين الفقراء والبسطاء والمحتاجين الذين لا حول لهم ولا قوة إلا التصديق أملاً في الحصول على مساعدة مالية أو مساعدة اخرى او الوعد بوظيفة.
أنَّ المنافقين في المجتمع وهم طائفة (النفاق الانتخابي) لا يقفون عند هذا الحد بل يعمدون إلى تأليف وتشهير الاشاعات الكاذبة التي تسيء و تشوه و تجرد هذا المرشح أو ذاك المرشح ، لا لشيء إنما إرضاءً لمن اشتراهم بثمن قليلٍ بخس ويزدادُ الألم وتكبر دائرة الحسرة في قلوب ونفوس الأتقياء الأنقياء المشهود لهم بالنزاهة والاستقامة والكفاءة والصلاح والفلاح ممن قرروا خوض الانتخابات النيابية عندما يتحرك المنافقون في المجتمع وهم طائفة (النفاق الانتخابي) ضدهم بحجة أنهم لا يملكون المال ولا يطعمون المناسف ولا يقدمون الحلويات والمغريات ولا يركبون السيارات الفخمه. ويشتدّ الألم عليك شفقةً على الوطن والمجتمع والناس من طائفة (النفاق الانتخابي)، عندما يتبرع أحد أقربائك، قد يكون أخاك أو عمك أوخالك أو من اعتقدت أنه صديقك الصدوق – إذا ما أعلنت عن رغبتك في الترشح – لينافق عليك ويجاهر بالإساءة إليك ظلماً وجوراً و يتفنن في قدحك وذمك والتشهير بك لا لشيء إنما حسداً و غيرةً أو مقابل مبلغ من المال أو دُحبيرة منسف.
ولكن يبقى أكبر مظاهر النفاق إيلاماً ووجعاً وإساءةً للمجتمع والوطن، عندما يتزعم رهط المنافقين في المجتمع طائفة (النفاق الانتخابي) مجموعة من المثقفين والمتعلمين الحاصلين على أعلى الشهادات فيسيرون خلف مرشح غير كفؤ تسلح بالمال،وقد يكون هذا المال من جيوب وأفواه الفقراء والبسطاء والأيتام والأرامل جرياً وراء وعدٍ زائف أو مكسبٍ رخيصٍ قد لا يتحقق، فيوصلون إلى مجلس النواب أشخاص لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يخدمون إلا رغباتهم وأموالهم فينعكس ذلك ضرراً على الوطن والمواطن ومسيرة الاصلاح وستكون أنت يا من طبلّت و زمّرت و هتفت أول المتضررين من هذا النفاق.
أن هذا المرض الاجتماعي الخطير والذي يضر بقيم المجتمع ومبادئه ، يضعف من أنتخاب النائب المناسب نائب الاصلاح، ويكسر معايير الكفاءة، ويدمر معيار الاختيار ومعيار الاصلاح وخاصة في هذه المرحلة الدقيقة مرحلة الأنتخابات النيابية التي يمر بها الوطن، فنحن لم نعد نمتلك الوقت حتى نتورط في المزيد من الفساد والنفاق أو الاوعية الفارغة. فالأمراض التي تفتك بنا وتحد من إمكانياتنا على وضع مجتمعاتنا في أبواب النهضة تحتاج للكثير من المصداقية والتعمق فأبعاد هذا النفاق وآثاره على المجتمع والوطن سيدمر مسيرة الأصلاح التي يمر بها الوطن. كم نحن في حاجة إلى الصدق والاخلاص في هذه المرحله وكم نحن أيضاً في حاجة إلى التعامل الداخلي في مجتمعاتنا بالقول الذي لا تكون فيه المبالغات والمجازفات والمنافقات والمداهنات التي طغت على تلك الأجواء اجتماعياً وسياسياً، فكان منها ما كان من اسشراء الفساد، وتعاظم الاستبداد.
اللهم احفظ الاردن وانعم علية الامن والامان واحفظ قائدنا ورائدنا جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وانعم علية بنعمة الصحة والعافية .