اذكر ان من احد العوامل التي ادت الى فشل احد مرشحي اجماع احد العشائر المعروفه للوصول لكرسي البرلمان.. والتي ادت الى فقدانه العديد من الاصوات التي كانت من المفترض ان تاتيه من خارج نطاق عشيرته ... كانت بسبب جهل وحماقة بعض مديرين حملته الانتخابيه , ومن حماقة وجهل بعض الخطباء النجباء , الذين اخذوا يتغنّون ويمجّدون بطولات العشيرة العتيدة , والتي لم اسمع بشيئ عنها طوال سني عمري المديد..... والذين قاموا بالقاء الاشعار الحماسيه والخطب العرمريه ...عن محبة ورفعة ومكانة وبطولات العشيرة العتيدة .....وبان المرشح الفلاني هو المرشح الاوحد الذي سيرفع اسم العشيرة عاليا بين القبائل وفي البرلمان ( شعرت لحظتها وكأني في سوق عكاظ اشاهد مبارزة شعرية بين كبار شعراء القبائل العربية التي كانت في عصر الجاهليه الاولى ) ...والتي كانت على مسمع ومرأى بعضا ممن حضروا ..من العشائر الاخرى من كل المناطق المحيطه ....لمؤازرة ذلك المرشح ( العشائري ) ..مما اصابهم بالشعور بالاحراج والقرف والتقيء من هذا التصرف الاحمق الجاهل من شعراء (بيّاعين البالونات ) ومن خطباء جهّال ..ممن لا يفكّون الخط ...ولا يعرفون الخمسة من الطمسة ...في الدعاية الانتخابيه والسياسة ....وممن لم يجدوا قبل هذه المرة منبرا افضل من هذا المنبر لكي يظهروا بعضا من مواهبهم الفذة الخفيه ....في فن الخطابه والقاء الشعر وعلم السياسة......وما شاء الله ...والصلاة على النبي .....وعين الحسود فيها عود يا حلاوه ....لقد اكتشفت ان لدينا الكثير من المواهب المدفونه ...التي بحاجة لاعادة اكتشاف وتاهيل ...وبجاجة لمن يتبناها ويبرزها بشكل افضل ....ولكنها لم تجد الفرصة الكافيه بعد , في الظهور والتعبير عن مواهبها ...
مما دعى الكثير ممن جاؤوا لمؤازرة هذا المرشح ...بعد سماع هذه السخافات الخطابية عن تمجيد العشيرة .....بالتخلي عن مساندته والبحث عن مرشح اخر , لعلهم يجدوا فيه ما يحقق لهم اقل ما يطمحون في وجود الكثير من عينة هذا المرشح , الذي تزخر به مجتمعاتنا المحليه ....وممن يجدوا الكثير ممن يلتف حولهم رغم معرفتهم المسبقة بجهلم وعدم كفائتهم لهذا المنصب المهم .....ومنهم بعد ان شاهد هذه الخطابات السخيفة لمن يفترض ان يكون ممثله الاصلح في البرلمان ... عاهد نفسه على ان لا يصوت لاحد ابدا ...وفي اليوم التالي من تلك الموشحات الشعرية والخطابات الرنانه ....لاحظت انه لم يحضر من هؤلاء احد ...وظلوا غائبين حتى انتهاء الحملة الانتخابيه ..وبالتاي خسر الكثير من الاصوات التي ربما كان بامس الحاجة اليها والتي لم تكن تفصله عن الفائز الاول الا بضعة اصوات معدوده .....
لانهم اكتشفوا ان اصواتهم في نهاية الامر ستذهب سدى , وستذهب لمن ليس له همُّ الا يان يرفع اسم عشيرته عاليا بين العشائر ...ولا يوجد في تفكيره همّ خدمة اللواء الذي ينوي تمثيله ..على الشكل الامثل والافضل ..وانه ليس الشخص المناسب لهذا المنصب والذي سيدافع عنهم وعن مصالحهم ومصلحة الوطن اولا واخرا ...وان هذه الاشعار وهذه الخطابات انما هي للحمقى وفارغي العقول ..وممن لا زالوا يعيشون في عصور الجاهلية ..ولن تؤدي للهدف المنشود ...بوجود برلمان قوي يدافع عن مصلحة الوطن والمواطن ..
....يومها شعرت بالخزي والعار والصغار من هذه الخطابات السخبفة , سواءا التي كانت تلقى من لدن المرشح او من مديري حملته الانتخابيه الفحول , ومن خطباء وشعراء لا يفقهون ثلث الثلاثة في علم الدعايه الانتخابية والسياسة ......ويومها قررت ان لا انتخب او اشارك في اي عملية انتخابية يكون مرجعيتها العشيرة والمنطقة بغض النظر عن مدى كفائة ذلك المرشح من عدمه ...ولو اجمعت عليه كل عشائر العالم ....مهما كان اسم المرشح المطروح ..
وسيظل الفشل حليفكم وحليف كل مجلس نيابي او بلدي الى الابد, ما دامت هذه العقلية هي السائدة في اختيار المرشحين .......وبرلمان ابو ( 111 ) خير مثال على ذلك ....