صادقاً أقول : إن الذي يريد أن يتحدث عن ما يجري في سوريا وكأنه يسير في حقل من الألغام ، والسؤال المطروح عليه حين يبدأ إثارة الموضوع هو : هل أنت مع النظام أم مع المعارضة ؟ وكأنه لا يوجد طرف ثالث أهم من الاثنين الذي هو الشعب السوري العريق ، وصاحب التاريخ الإنساني الكبير ، صاحب الحضارة الإنسانية التي ما زلنا نحن وأوربا وأمريكا نستظل بظلها ، أنا متأكد أن الطرفين ، والعالم بأكمله لم يفكر بالشعب السوري ، الطرفان يتنازعان على السلطة ، على كرسي عفن ، والعالم قسمان ، قسم يدعم النظام ، وقسم يدعم المعارضة ، فمن بالله عليكم يدعم الشعب السوري في الداخل ؟ ومن يحاول أن يحمي التراث الإنساني في سوريا ؟
جاءت هذه المقدمة بعد أن استفزتني أخبار من الإدارة الأمريكية تقول : إن الحل في سوريا عسكري ولصالح المعارضة ، وبعض الدول ترى هذا الرأي ولكنها لا تجاهر به وهل التفجيرات للمنشآت المدنية جزء من الحل العسكري الدموي وهل التفجيرات الابنية السكنية جزء من الحل العسكري الدموي فمتى كان الحل العسكري الدموي هو الحل لمشاكلنا العربية ؟ لقد رأينا الحل العسكري في العراق ، وفي أفغانستان ، وفي ليبيا ، ونراه اليوم في سوريا ، أين صوت العقل من العقلاء ، ولماذا لا تفكر أمريكا إلا بالحل العسكري وعلى يد من تدعمهم بالسلاح بكل أنواعه ، ومجاناً ، متى كانت أمريكا تُعطي سلاحها مجاناً ورواتب للجميع مجاناً ، وتفتح فنادقها مجاناً ؟
إنني أخاف على الشعب السوري من سلاح الأسد وسلاح المعارضة ، ولكم أن تخافوا على النظام أو على المعارضة اللهم قد بلغت