زاد الاردن الاخباري -
مصطفى العوامله
عمان في 14.12.2012
في خضم التأهب الشديد من القيادات السياسية والإجتماعية والعشائرية والإقتصادية ، لخوض معترك المعركة الإنتخابية التي يتوقع إجراءها في 23 كانون الثاني من عام2013 ، بالرغم من الرفض العارم للقانون الذي ينظم هذه العملية المخاضية القاسية في مرحلة دقيقة من عمر الوطن ، في ظروف ملتهبة محيطة به من كل جانب سواء القتالية منها أو الإقتصادية السياسية من خلال دول الإختباء تحت عباءة العروبة والإنتماء العروبي ، في خيمة أقامتها الإمبريالية الحديثة ومن خلال قادة بفترض بأن الدماء التي تسبح في عروقهم عربية ، وأن حليب النوق والتمور المزوعة في خلايا الضمير والمروءة عربية هي الأخرى ، أُهيب بالحراكات الوطنية ومحركيها الشرفاء عقد هدنة مؤقتة مع الوطن ومن أجله ، حتى تنتهي هذه الغمامة ، وتنجلي الصورة ، وتشاهد مخرجات هذا الحفل الذي أصبح كرنفاليا ، تملؤه كل الألوان والمزركَشات والكشاكش ، لتجميل صورته ، لكي يكون لكل حادث حديثة في حينه ، فقد إنتظر البدوي الأصيل أربعين عاما ليأخذ بثأره ، فلتنتظروا هذه الأربعين يوما ، وذلك لمعطيات كثيرة هامة ، من أهمها تفويت الفرصة على متعهدي الكرنفالات ومقاوليها ، الذين يرتبون أمورهم على الكسب من كل مقاولة أوتعهد يقومون بإنجازه ، وهم كثر ومن كل الألوان والأطياف ، من أصحاب أجندات خارجية أو خاصة أو مرحلية ، لا يرغبون بالخروج من المولد بدون حمصهم ، من بين مدعي القيادة السياسية وهم هواة بمعرفة مقوماتها ، أو تجار يفكرون بلأرباح التي ستجنى بعد إنجلاء غبار معركة الإنتخابات النيابية ، والذين سيركبون خيول الحراك وعرباته التي يجرها الشرفاء والمنتمون لتراب الوطن وشعبه وها هي الشاشات الفضائية المحلية ، بدأت في زركشة استديوهاتها وشحن كميراتها وتدريب كوادرها لقيادة مقابلات وإدارتها بخبث إعلامي معروف لدي المختصين ، بهدف تلميع من يدفع لها ويعدق عليها العطاء ، ليكونوا كتجار الحرب الذين يغتنون على ركام وجراح ومصائب أهلهم ، ليتصدروا في مراحل الرخاء مقاعد متقدمة ، ينظِرُون بالقيم والمبادىء كالعاهرات اللاتي يقمن موائد الرحمن ويأدين العمرة ، في الوقت الذي يكونون فيه في جحورهم أثناء المعامع .
أنني أرجوكم رجاء حار بهدنة للحراك وترك ساحتة مؤقتا ، والإنتظارا لمعرفة مخرجات هذه الإحتفالية ، وتفويت الفرصة على راكبي الموجات ولاعبي الثلاث ورقات ، ولاعبي الشطرنج الذين يغامرون بالجنود ، للمحافظة على قلاعهم وفيلتهم وخيلهم للإختباء بها عند الحاجة ، أولسرجها مجدد في سوانح الفرص للإغارة على ما تبقى من ثروات الوطن وجيوب المواطنين ، وتدمير مكتسباته مقابل دراهم ولو على حساب جوع وسغب وعري الوطن والمواطن ، أنني لم أسمع أو أقرأ في كل حياتي ولا في أي ديمقراطية بالعالم أقامة معامل وحاضنات لتفريخ أحزاب وتسميتها بأسماء أصحابها كدكاكين البقالة والخضار لتكون كل واحد من اصحابها رانيا الى جني المكاسب بكل الطرق المباحة وغير المباحة فكل الوسائل مباحة للوصول الى الى الأهداف .
إنها دعوة خالصة بريئة لهدنة ولو مؤقتة لمصلحة الأمة وأجيالها القادمة وبقائها عصية كريمة شامخة في وجه كل متأمر لا يهمه إلا الكسب ولو عن بالطرق المشبوهة والقذرة ، فسيكولوجيا الإعلام السياسي من أخطر علوم السيكولوجيا لأنها تضرب على أوتار المشاعر الوطنية وأزمات المواطن وتحقق المكاسب الخاصة وتنفذ كل الأجندات المعدة بدهاء ومكر وضغينة وأنانية مرضية مفرطة .