الأردن بلا قوى وطنية ؟ !
كثير من المواقف تتشكّل من وهم ، والكثير من المصابين بفنتازيا الظهور يغتصبون الحقيقة ليجمّلوا بها أنفسهم ، وبعض التفاصيل للمشهد السياسي في الاردن يتلاعب به هذا وذاك دون معرفة ، وبل فإنَّ الأسوأ من ذلك من يوهم نفسه أنه على قائمة الشرف والنزاهة ويدّعي الوطنية ، والآخر ينظر’ لمن حوله أنه جلس مع سيّده بحجة الاصلاح وأنه من الرجال المهمّين على الصعيد الوطني ، ولم يعرف بعد أن المواطنة والوطن والاخلاق وأدب السجالات مع الاحداث لم يرتق بعد إليه ليكون طرفاً فيه ومن هم في إطاره
البعض ممَّن يسمّي نفسه في بلدنا مهم ، هو من ذات الشكل الهش ، والذي لا يخرج عن إطار الخادم ، والبعض الآخر يعتقد أنه لمجرّد أن أظهره الإعلام بحادثة ! وجدَ كيانه وحاله في بوتقة المرض الحقيقي ؛ ليقول للآخرين شفتوني وانا بموت ---بجنن وانا بموت --؟!
الوطن لا يعترف بهذه الأطراف المتخاصمة مع الذات والآخر ، والمطلوب إعادة بناء وطن وإنسان خال من الاحقاد والتخاصم ، فمعادلة من هو المهم في هذه الدنيا هي معادلة المفرغ من المحتوى والآدميّة ، ولو ظن للحظة أنه طرف من معادلة الفكر والأخلاق ؛ لما كان بهذه الفنتازيا المرضية التي يعيش على بقاياها لأنه طرف هام من بقايا النتوش والمتطرفين ، والتاريخ لا يكتب البقايا من المتطرفين واللآبسين ثوب ؛ بل يكتب أمهات الكلام ، ويحيا برجال لا يتغيرون بمبادئهم وأمهات عقولهم، واحترامهم لحدود المعرفة التي لم يبلغوا الجزءَ البسيط منها ، والكثير يعرف ذلك
الوطن يقف على حافة الكذب والانحلال بأشباه الرجال ومواقف العيب ، واستساخ التمثيل ؛ ليعالج الفساد من جديد ونعرف جميعاً أن الله هو القادر فقط على إعادة إنتاج هذا الوطن النازف وبواسطة رجال أحرار صادقين غير محترفين للفنتازيا والعبودية ، وآمنوا بربهم فزادهم بذلك أدباً وعزّة ورفعة ، وأتصور أن كل المواقف للقوى السياسية في الأردن ، هي على مسافة واحدة من الكذب والعار وسيكون الثمن الجميع دون استثناء ؛ لأن حوارات الكذب في السياسة هي سجال عقيم ، ويغتال كل معاني الصدق والثقة بالآخر
أنا اتعجّب من خلاف من نسميهم أحزاب فيما بينهم ، ويدخلون بتفاصيل تبرر كذبهم بكذب بعيداً عن وطن ووحدة أمّة ومصير ، واستغرب أيضاً كيف يعيش’ إنسان صاحب جسد ومخلوق على أساس من الخيلاء والتزوير بشخصه على أساس بيع وشراء لموالاة أو عدمها ، وتستحضرني ضحكة عجيبة حين يتلفّظ الكثير ممن يدّعي النزاهة والفكر بمصطلحات دنيئة كحجمه الطبيعي وكما عاش داخل ماخوره ، وحالة الكفر عندنا تصل إلى الغرابة لمن يصدّقه من المجتمع ويصفق له ، وعلى هذا الاساس ككل !! ’يغتال الوطن و’تغتال العلوم والأفكار والحياة برمتها وتقوم القيامة على شرّهم ، ويختصر الوطن بهؤلاء الكذّابين والمدافعين عن شرف الوطن وما أكثرهم وتابعيهم .؟!ه