زاد الاردن الاخباري -
بعد أن فرّوا من حرب مستعرة ما زالت رحاها تدور بين قوات النظام والمعارضة منذ أشهر، طال ليلها، وامتد نهارها، لساعات تدفقت فيها دماء روت أنهارًا، يعيش لاجئو سوريا في بقاع متفرقة من أرض الجوار ظروفًا إنسانية صعبة، لاسيما مع تقلبات المناخ، وانخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء.
لاجئو مخيم "الزعتري" شمالي الأردن، يشتكون من أجواء البرد القارس، الذي يعانون منه، ولا يستطيعون كسر حدته، لاسيما في ظل نقص وسائل التدفئة من أغطية ومدافئ.
وفي جولة ميدانية، وثقت عدسة فريق "الأناضول"، الحياة داخل المخيم، وصمود الأهالي، أمام وحش الشتاء، وابتكارهم لأساليب جديدة، تساعدهم على توفير الدفء لهم ولأبنائهم.
محمد أبو الذهب لاجئ سوري، لم يتجاوز الخامسة والعشرين من العمر، تجمعه هو وزوجته وأبناءه الثلاثة إلى جانب أمه وأخيه خيمة واحدة، أغلق بابها بـ"بطانية" حيكت من قبل الزوجة بسلك معدني، للحد من دخول البرد إلى داخل الخيمة.
زوجة محمد، لم تكتف فقط بصنع ما جادت به يداها، لخيمتها فقط، بل تقوم بالعمل على توفير ذات الشىء لباقي الخيم المتواجدة في المخيم، في محاولة منها لإشغال نفسها من جهة، وكسب أجر مادي، تعيل به إلى جانب زوجها، أفراد عائلتها.
"أبو جواد"، لاجئ سوري في أواخر العقد الرابع من العمر من منطقة داعل، يروي لفريق الأناضول، معاناة أهل المخيم، وأجواء البرد القارس التي تتسبب في انتشار الأمراض وخاصة أنفلونزا الشتاء بين الأهالي، ويقول "من السهل علينا تجاوز مرحلة البرد لو تم توزيع أغطية كافية".
الحاجة "أم محمود" سورية تعيش مع أولادها الثلاثة، في خيمة واحدة، تقول "إن مكان وجودي هنا في قطاع بعيد نسبيا عن الخدمات المقدمة حال دون وصول مدفأة لي ولأولادي وكأننا غير موجودين".
أما أسامة، من "درعا – الحراك"، فكانت له فكرته التي لم تختلف كثيرًا عن غيره، فقد قام بتثبيت مجموعة من ألواح "الزينكو" على باب خيمته، لتفادي وصول مياه الأمطار والهواء إلى داخلها، فـ"الحاجة أم الاختراع" كما قال.
ويقع مخيم "الزعتري" في محافظة المفرق شرق الأردن، ويبلغ عدد اللاجئين فيه 46 ألفًا و354 لاجئًا، بحسب المتحدث الإعلامي لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود في وقت سابق.
الاناضول التركية