قال تعالى :\" إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون * ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعاً فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون\" (الأنفال،37،36 ) .
صدق الله العظيم العالم بحالنا، وأحوال أعدائنا، وأحوال المنافقين منا، صدق الله العظيم، وقرآنه المبين، الفاضح لكل أفّاك مريب، وكذبت أمريكا إله من اتخذها إله من دون الله، نعم، رهانكم أنتم الخاسر بكل تأكيد وستنفقون من الأموال الكثير الكثير، لكن لن تبلغوا مبلغكم وغايتكم وستكون أموالكم حسرة عليكم، هكذا أخبرنا الجبّار العليم.
فضيحة جديدة من سلسلة فضائح وزارة التربية والتعليم، طلّت هذه المرة بفيلم الرهان الخاسر، ليعرض على الطلاب في المدارس، الغاية الأساسية منه تشويه صورة الإسلام والمسلمين، وتجميل الوجه القبيح لمن يقتلوننا صباح مساء، وبدم بارد فلا تأخذهم رأفة ولا رحمة بطفل صغير، ولا شيخ هرم، أو امرأة مرعوبة، يتموا ورملوا الملايين، لم يتركوا ذاكرة جميلة، أو وجه حسن، استباحوا الأرض والعرض، نهبوا ثرواتنا، ودمورا بلادنا، ونشروا الفتن، وأعادونا إلى العصور الوسطى، أي صورة تجمّلونها، وتنفقون الأموال لتحسينها، وصورة واحدة ، أو مشهد دموي واحد، يشاهده أبناؤنا على شاشة التلفاز، يكفي لنسف ملايين الدولارات التي تنفقونها لتحسين صورتكم، وتشويه صورتنا، فكيف إذا كانت هذه المشاهد لا تختفي أبدا من شاشات التلفزة وفي اليوم الواحد نشاهدها مرات ومرات، في فلسطين والعراق وأفغانستان والصومال...
بالنسبة لي فقد كان ردي على فيلمكم الخاسر، أن جمعت أبنائي، لكي أحصّنهم منكم ومن رهاناتكم الخاسرة، وقمت بإعطائهم درسا تربويا دينيا، وشرحت لهم الآية الكريمة التي صدرتها المقال، فما كان من ولدي الكبير الحارث وهو في الصف السادس الابتدائي، إلا أن فاجئني بنظم قصيدة يرد بها على فيلمكم، وأسوق بعضا من أبياتها كما وردت منه، وبطريقة تعبيره البسيطة.
وقد عنونها ( أفلاما للعرب ):
يشوشون عقول الصغار بفيلمهم ..... عن اليهود المحتلين والكافرينا
لكن والله لا يغيروا فهمنا ..... عن اليهود الحاقدين
عندما أرى ويا ليتني لا أرى .... عظام المسلمين ودماؤهم على أرضهم
لا يخجلون العرب على أنفسهم .... أفلا يستحون على ما يفعلونا
انظروا كم قتيلا على أرض .... فلسطين والعراق وأفغانستان
كما أن الكثير من الآباء قد فعلوا ما فعلت، وبالتالي ضاعت جهودكم، وانقلب السحر على الساحر. وإلى من يريد تجميل الصورة أقول: إن مشهدا واحدا ( والمشاهد كثيرة ) كالصور التي سربت من وزارة الدفاع الأمريكية وتظهر الطيار الأمريكي بطائرة الأباتشي، وهو سعيد جدا بتصيّده للعراقيين المدنيين، وقتلهم بدم بارد، وبدون أي سبب، وكأنه يلعب بالحاسوب؛ نعم إن مثل هذا المشهد كفيل بنسف كل جهودكم لتذهب هباءً منثورا. قال تعالى:\"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون\" وقال أيضا\" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين\".
rawwad2010@yahoo.com