طاقات الشباب الكامنة
ترددَ على مَسامِعنا مُصطلح "العُنف الجامعي" بشكل كبيرفي الأونه الأخيره وتجسد هذا المُصطلح في المشاجرات التي تحصل بشكل شِبه يومي وعلى عِدة أصعدة في جامعاتنا الحكومية والاهلية على حدٍ سواء .
حَري بنا النظر الى المُشكلة التي تتفاقم بشكل اعمق , اي ان هناك طاقات هائلة لدى الشباب يجب توظيفها في مجالات تعود عليهم بالمنفعة النفسية والمعنوية والمادية , حيث لا يكفي ان نلقي الخطابات وان ننشر المقالات المتعلقة بنفس الموضوع ونتحدث عن تفريغ شحنات الشباب في سبل خيره .
انا لست بصدد تهويل الامر هنا لكن يجب تفعيل دور الاسره بشكل اكبر ولا ننسى هنا دور الجامعات فهناك العديد من البرامج الشبابية اللامنهجية والمنهجية المختلفة التي تناسب مع عقول الجميع ,والتي تؤدي بدورها الى ملئ اوقات الشباب وتفرغ الشحنات فالتعصب بشتى اشكاله مرفوض وخصوصا على مقاعد التعليم فأساس التفرقة داخل الحرم الجامعي هو درجة العلم " ان الله يرفع الذين اوتوا العلم درجات " .
ولعل التربية على القيم والعادات الحميدة من اهم اسباب الوصول الى بيئة جامعية خالية من العنف الذي يؤدي بدوره الى خسائر مادية ومعنوية او حتى " القتل العمد " , حيث ان عزوف الشباب عن العمل الحزبي الفعال والذي يعزى إلى خوف الشباب الأردني حسب دراسات سابقة من الأشتراك في الأ حزاب الساسية الحميدة التي بدورها تلعب دورا مهما ايضا في فسح المجال امام انفعلات الطلبة وتوظيف الطاقات في مجالات هادفة وواعده ترقى بدورها بمستوى التفكير العقلاني المتجانس في عقول الشباب .
باتَ العنف بجميع اشكاله يتفشى بجسد الحرم الجامعي لا بل قد يتعداه الى ان يصل الى المدنيين في المجتمع المدني ولا نجد من يبتره بشكل جذري , فلا علاج للخلية السرطانية إلا البتر قُبيل أن يتغلغل بنا بشكل اكبر ويخرج من إطاره الجامعي ليصبح مُعضلة يصعب حلها بين العشائر التي عاشت وتعيش دوماً بتكافل وترابط لا مثيل له .
خلاصة الحديث هنا , ان على الحكومة التحرك بشكل اكبر في تفعيل دور الاحزاب الهادفة وتوجيه عقول الشباب النيرة نحو الإشتراك بها جنباً الى جنب مع تنشيط دور العمل التطوعي في وزارة الشباب لتفريغ طاقات الشباب في بحرٍ من الخير , ولا نتجاهل ابداً دور الأسرة في زرع روح المَحبة والتأخي والترابط في نفوس الشباب لنصل الى مجتمع خالي من الجريمة والخسائر المادية والزعزعة الأمنية التي تشكل غيمةً سَوداء تعكر جو الأمن والأمان فوق السماء الأردنية الصافية تحت ظل القيادة الهاشمية .
سليمان مازن الخلفات
S.khalafat@hotmail.com