يمكن الكتابة عن برج دبي الأسطوري من جانبين متناقضين ، الأوّل سيكون على شكل تساؤل: ماذا تريد دبي من مثل هذا البناء في وقت تعاني فيه من أزمة مالية خانقة؟ والثاني سيحمل طابع الانبهار بسبق عالمي يتحقّق لمدينة عربية ، وسيكون من شأنه أن يأتي بالسياحة ، ويعيد وضع دبي على خريطة الاهتمام الايجابي العالمي. نكتب ، وما زالت الاحتفالات بالافتتاح جارية ، ومن المعلومات المتاحة نبدو أمام هرم أكبر يحمل كلّ مواصفات الاعجاز العمراني ، فكلّ شيء فيه مميّز وغير مسبوق ، من حجمه ، الى شكله ، الى طريقة بنائه التي وُصفت بالمغامرة العمرانية الجريئة ، ومع الدعاية التي تعرف مؤسسات دبي أن تتعامل معها سنكون أمام محجّ سياحي مهمّ. في يوم بعثت السي آي ايه عشرة ملايين دولار لجمال عبدالناصر ، فأوعز ببناء برج في القاهرة سيمثّل علامة تاريخية على رفضه التعامل مع الاستخبارات الأميركية ، ويكون وجهة سياحية ورمزاً جديداً للعاصمة المصرية ، وهذا ما كان ، وما زال البرج بعد ستين سنة يمثّل ذلك الواقع فعلاً. برج القاهرة يبدو بناية صغيرة أمام ما صنعته دبي ، وحتّى الأبراج الكبيرة في العالم يُقزّمها صرح محمد بن راشد ، ومن حقّ المدينة الخليجية التي تعرّضت للكثير من الافتراءات مؤخراً ، والرجّل الذي شُكّك بريادته ورؤيته المستقبلية ، أن يحتفلوا بهذه الطريقة المبهرة التي تتناسب مع الحدث الأسطوري فعلاً