لا نعرف مدى صحة ما تناقلته الاخبار حول رفض الحكومة الامريكية تنسيب حكومتنا الرشيده للسيدة سهير العلي كسفيرة للاردن لدى \" البلاط \" الامريكي لأنها تتمتع بالجنسية الامريكة ! فأن صح الخبر الذي نفته السفارة الامريكية في عمان رغم تأكيدات اخرى يشير الى صحة الخبر فأن السفارة هنا ارادت تغطية واخفاء الخطأ الذي ارتكبته الحكومة حفاظا على سمعة الخارجيةلدينا وعدم احراجهاامام شعبها ، وان كنت اعتقد بصحة الخبر فأنني اجزم بذلك لأنها اي الولايات المتحدة الامريكية دولة تحترم نفسها اولا ، ولأن القوانين والانظمة المعمول بها في الولايات المتحدة الامريكية ترفض ان يتولى شخص يحمل غير الجنسية الامريكية او من يحمل جنسيتين مناصب عليا او دنيا حتى داخل الدوله ، ومنها على سبيل المثال ان منصب معلم مدرسة حكومي يستلزم الحصول على الجنسيية الامريكية لمدة لا تقل عن خمسة سنوات ان رأت وكالات التعليم حاجة له ! فيما نحن نختار بشكل غريب عجيب غير قابل للتآويل او التفسير من ادار ظهر المجن لعروبتنا او هويتنا الاردنية وجاهد في الله حق جهاده للحصول على جنسية غربية لا يمكن ان يكون هدفه خدمة البلاد والعباد ، لكنها في المقام الأول ازدواجية الولاء والانتماء وعدم الرغبة في العيش في بلاد جعلت من بعضهم قادة ووجهاء وبشر ذو قيمة ونسارع الى تعيينهم في منصب كبيرة وكأن البلاد قد خلت من كفآءة اردنية خالصة لم تقسم الا قسم واحد في بلد واحد لخدمة بلادها ، فيما اقسم \" المستشرقون \" العرب من ذوي الجنسية الغربية من ابناء جلدتنا على الولاء والانتماء والدفاع عن تراب وارض بلادهم الجديده فعادوا الينا مستشرقين عرب ، وحين تعلق الامر بتوليهم مناصب عليا في بلادنا عادوا ليقسموا نفس القسم على خدمة الأردن وخدمة شعبه وبات حالهم كحال \" المندوب السامي \" الذي يدير وزارة او مؤسسة في بلادنا ابان الانتداب الذي نزعناه منذ اربع وستون عاما ! يغادرها حالما تنتهي مهمته !! وهنا نتسائل اي من هذه سنصدق ، قسم الولاء لبلادنا ام للبلاد الجديده التي حملوا جنسيتها ! ولمن فيها سيكون الولاء والانتماء الصحيح !
والغريب العجيب ان القائمين على وزارتنا في الخارجية هنا لا يدركون ولا يعلمون بتلك التعليمات والانظمة وباتت خارجيتنا تشكل بالنسبة للامريكيين خطأ معلم لغة لا يعرف الابجدية ! وعلى الامريكان ان يلقنوننا درسا لا نخجل بتلقيه في ابجديات العمل االدبلوماسي .
لم تكن ظاهرة السيده سهير العلي هي الوحيدة في البلاد ، فهناك عدد من وزرائنا وكبار مسؤولينا اما انه يحمل جنسية بلاد اخرى او انه لم يتجاوز بعد شروط توليه المناصب العليا ، يسقطون علينا من السماء ومن الطائرات الامريكية او الغربية المختلفة ، وجوههم غير اردنية الصنع ، وكلامهم غير كلام الناس ، سلاحهم معنا ليس دفاعا عن البلاد بل عن مصالحهم ومؤسساتهم وجماعاتهم ! وقلوبهم في تلك البلاد البعيده التي جاهدوا ليكونوا احدى مواطنيها ، فالهوية الاردنية والانتماء للوطن والناس يثقل قلوبهم ، واجواء بلادنا الصحراوية صيفا والباردة شتاءا والمغبرة ربيعا وخريفا تصيبهم بالحساسية والامراض ، لكن بقائهم مرهون بمصالحهم ! فهم اردنيون بقدر ما يوفره الاردن لهم من مكاسب .
كنا نتمنى ان تولي حكوماتنا قدرا من الاحترام للهوية الاردنية ، وان تكف عن بيانات الولاء والانتماء التي تصدع بها رؤوس الناس ليلاا نهارا حول الانتماء والخدمة والاخلاص ، وان تبحث ان ارادت عن عجول الوطن من يتولى بأمانة وصدق تلك المسئوليات الجسيمة التي تلقى على غيرهم من \" المستشرقين \" وعليها ان تحترم الدستور الاردني الذي ينص في مادته 42 ( لا يلي مناصب الوزارة الا اردني ) فكيف نتخطى الدستور الاردني ونتجاوز نصوص مواده متى وكيفما اردنا ! وحين يتعلق الامر بحقوق الناس كالمعلمين او الشباب او الطلبة في تشكيل نقاباتهم ومؤسساتهم الديمقراطية نقول ان تشكيلها يتعارض مع مواد الدستور !!!!