زاد الاردن الاخباري -
في مقال حمل عنوان \"قطاع خاص جريء!\" نشر في يومية الرأي اختار الكاتب والمحلل الاقتصادي الدكتور حسن البراري نموذج مجموعة شركات الاردنية للطيران للحديث عن الدور المهم للتشاركية بين القطاع الخاص والحكومي والدور الذي يظطلع به القطاع الخاص والذي اورده كمثال اسماه الدكتور البراري \"نموذج ريادي\" ليكون أحد الروافع المهمة للاقتصاد الوطني.
الدكتور البراري تطرق للحديث في مقاله عن مشاريع الخصصه والتي افرزت -وبحسب المقال- برجوازية على ضفاف القطاع العام متهماً اياها ،اي الخصصه بعدم المساهمة في النهوض بالاقتصاد أو تشكيل روافع قوية له، مشييراً إلى البرجوازية الوطنية الايجابية التي يمثل أحد جوانبها شاب اجتهد في منتصف التسعينيات -قاصداً رئيس مجلس الادارة لمجموعة الاردنية للطيران الكابتن محمد الخشمان-وغامر بطريقة محسوبة وأسس شركة طيران من طائرة واحدة وبرأسمال لا يتجاوز الربع مليون دولار.
وتالياً المقال الذي نشر في صحيفة الرأي الاردنية بتاريخ 15/4/2010
قطاع خاص جريء!
د. حسن البراري
شد انتباهي المقابلة التي اجرتها صحيفة الرأي قبل أيام قليلة مع مدير الاردنية للطيران الكابتن محمد الخشمان لما احتوت على مضامين اقتصادية مهمة، وبعضها فيه جرأة أو لنقل مغامرة محسوبة تذهب باتجاه تنويع خيارات الشركة التي لم تعد فقط شركة طيران وإنما في طريقها لأن تكون شركة قابضة تدخل في منافاسات مع شركات أخرى لتنفيذ مشاريع كبيرة مثل مشروع القطار الخفيف.
كما شد انتباهي أن تفكر الأردنية للطيران باحداث نقلة، إن حدثت، فعندها سندخل في الأردن إلى فضاء جديد غير مسبوق في تاريخنا الحديث، وهنا أعني نيّة الشركة كما عبّر عن ذلك مديرها الخشمان بأن تفاتح أمانة عمان الكبرى بشأن إنشاء مترو. أجزم أن تمكنا في الأردن من إنشاء قطار المترو فعندها ستتغير طبيعة النشاط الاقتصادي في عمان وستكون مخرجا للأزمات الخانقة التي تشهدها العاصمة وبخاصة في أشهر الصيف عندما يعود المغتربون بسياراتهم لقضاء عطلتهم السنوية في ربوع الوطن.
في حديثي مع القائمين على الشركة، تبيّن لي أن ما ذكر أعلاه لا يعبر فقط عن طموحات جريئة بل وفي جعبة الشركة دراسات الجدوى الاقتصادية اللازمة وهناك خطط موضوعة لتنفيذ هذه المشاريع عندما يحين الوقت المناسب.
كنا دائما نشير إلى أهمية أن يظطلع القطاع الخاص بدور ريادي حتى يكون أحد الروافع المهمة للاقتصاد الوطني، ولا يمكن لبلد في عالم متغير أن تنهض دون أن يكون للقطاع الخاص دور بارز يلعبه لاحداث النقلة النوعية المطلوبة وتحقيق النمو المستدام. وربما لهذا السبب كان التوجه للخصخصة لأن القطاع الخاص، حسبما ذهب إليه أدم سميث والمدرسة الليبرالية الكلاسيكية، هو أقدر على تعظيم المكاسب وتحقيق الربحية العالية بما يعود بالنفع على المجتمع بشكل عام.
ومع تحفظنا على الطريقة التي تمت بها مشاريع الخصخصة في الأردن التي ساهمت في خلق برجوازية على ضفاف القطاع العام والتي لم تساهم كما ينبغي في النهوض بالاقتصاد أو تشكيل روافع قوية له، فالأمانة تملي علينا أن نشير إلى البرجوازية الوطنية الايجابية التي يمثل أحد جوانبها شاب اجتهد في منتصف التسعينيات وغامر بطريقة محسوبة وأسس شركة طيران من طائرة واحدة وبرأسمال لا يتجاوز الربع مليون دولار. وتطورت الشركة في خلال عقد من الزمن لتمتلك ست عشرة طائرة وليرتفع قيمة موجودات الشركة لأكثر من نصف مليار دولار. إنها بالفعل قصة نجاح نقلت صاحبها من الطبقة الوسطى ليكون أحد أعضاء البرجوازية الوطنية التي لم تنس أن على عاتقها تقع مسؤوليات اجتماعية كبيرة، وهنا نلاحظ التمويل السخي والمساعدات الكبيرة التي تقدمها الشركة لشرائح مختلفة من الناس وفي مناطق شتى ومتنوعة من الأردن.
ربما لا يحبذ البعض مصطلح البرجوازية الوطنية لأنها في غابر الأيام عبرت عن فئة ارتبطت بقوى خارجية لتعظيم المكاسب والنفع المشترك حتى وإن كان على حساب الشعب، لكن المفهوم آخذ في التغير لأنه يصف حالة فريدة في اقتصاديات الدول في عالم يقوم على الإعتمادية المتبادلة. هنا نوظف المفهوم ليصف حالة قائمة على الأرض للإشارة إلى نوع أو نمط من القطاع الخاص نقل أصحابه من طبقة إجتماعية لأخرى دون أن تنسى هذه الفئة دورها الاجتماعي وربما في فترة لاحقة السياسي.