لأول مرّة في حياتي أسمع وزيراً أردنيّاً وعلى رأس عمله: وجهاً لوجه يقول: إحنا غلطنا..،، أي والله: أخرج حروفها كاملةً غير منقوصة.. سمعتها بأمّ أذني.. ورأيته بـً(أبوعيني) وهو يقولها..،، وحينما قالها.. تركتُ كل شيء بيدي.. فهذا حدث تاريخي بالنسبة لي.. بل من أمنياتي الصغيرة الدائمة.. وقد قلتُ لكم ذات مقال: نفسي ومُنى عيني أسمع وزيراً يعترف بخطأ..،، وها قد حدث..،، وقالها وزير الثقافة (نبيه شقم) لأسرة مسرحيّة (الهيّة) في حفل استقبال عمله لهم من أجل الاعتذار.. ويشهد على كلامي حسين الخطيب نقيب الفنانين ومحمد أبوسماقة مدير المركز الثقافي والذي كان زنبرك الصلحة.. وجريس سماوي أمين ثقافتنا والذي ضحك أخيراً في وجهي..،،. ولم يقل وزير الثقافة (إحنا غلطنا) وبس.. بل قال أيضاً: الطنجرة الكبيرة بتوسع الطنجرة الصغيرة..،، وهذا يعني أن الوزير مصمّم على الاعتراف بخطأ إيقاف بروفات المسرحيّة ومنع طاقمها من دخول المركز الثقافي الملكي..،، ولمن لا يعلم: فالمسرحيّة تتحدّث عن (هيّة الكرك) التي حدثت قبل مائة عام أي سنة 1910 ، وكان لثوار الكرك فيها كلمة وليست كأي كلمة: في مقاومة الظلم والاستبداد..،،. كلّما ذهبتُ للمركز الثقافي مساء: كنتُ أرى أسرة المسرحيّة يتوافدون تباعاً بحب ودفء لإجراء بروفاتهم.. متحمسين بشكل لافت للمسرحيّة وفكرتها التي تُحيي في النفوس زمناً جميلاً لأجدادهم الثوار..،، وتفاجأتُ ذات يوم قريب جداً بوجود مجموعة من أسرة المسرحيّة على الباب الخارجي للمركز الثقافي وهناك قرار (بخط اليد) بمنعهم من دخول المركز.. وتعالت الأصوات قليلاً.. حتى أعطيتهم رقم موبايل (محمد أبوسماقة) مدير المركز الجديد وأنا كلّي ثقة بأنه سيتخذ قراراً سريعاً.. وقد فعلها أبوسماقة وأمر بفتح أبواب المركز فوراً بوجه الجميع..،، لن أنكر فرحي وسروري في سرعة الاستجابة وطريقة الوزير في العلاج والاعتذار.. وسأعلن صراحة بأنني كنتُ قد أسأتُ الظن في الوزير بيني وبين نفسي..،، ولويتعامل كل الوزراء بهذه الطريقة ويعتبرونها منهاج حياة.. فإنني من الآن أعلن لكم أن حكومتنا لن تكون راشدة وبس.. بل ستكون حكومة (بالغة عاقلة) كمان..،،. يا الله.. لقد كبر حلمي.. ولم يعد صغيراً.. لا أريد لوزير أن يقول: إحنا غلطنا..،، بل أريد من الحكومة أن تخصص يوماً لكل الوزراء.. كل أسبوع أوكل شهر أوكل سنة.. يُسمّى (يوم الاعتراف بالقرارات الحكومية الغلط).. يعترفون فيه بأخطائهم..،، بعدها.. فعلاً بعدها.. سيتحوّل كل مواطن إلى طنجرة كبيرة توسع ما شئت من الطناجر: كما قال معالي الوزير..،،. abo_watan@yahoo.com