تقول الارقام أن نسبة التسجيل للإقتراع في الانتخابات القادمة في أكبر مدن المملكة سكانا وتنوعا هما عمان والزرقاء قد بلغت في عمان 49،86% والزرقاء 52،76%
، وبقية المحافظات ونتيجة للطابع العشائري والذي يسيطر على مفهوم المشاركة السياسية قد وصلت بعض النسب أكثر 100% نتيجة لسوءفي توثيق التسجيل ، وتعتبر كلا من عمان والزرقاء عصب المملكة الصناعي والتجاري والسكاني ، وهنا علينا أن نوجه السؤال للهيئة المستقلة للإنتخابات هو الاسباب التي دعت أكثر من نصف هاتين المدينتين لعدم التسجيل في الانتخابات ؟ ، وبعيدا عن إعطاء نسب دول أخرى كمقارنة لما يحدث عندنا علينا أن نسمي الأشياء بأسمائها وأن كانت هذه الأسماء تمثل لنا موضع مقتل في حياتنا السياسية .
جميعنا يعرف حجم التحشد السياسي الديني الذي يملكه الإخوان في مدينتي عمان والزرقاء ، وخصوصا في الجانب البعيد عن العشائرية لأن هذه المدن يتمثل بها التيار الديني الإجتماعي بشكل واضح ومن خلال الحجم الكبير للخدمات الاجتماعية التي تقدمها المؤسسات والجمعيات الخيرية التابعة للإخوان ، وبعكس ما حدث في بلدان الربيع العربي بعد تغير الأنظمة على نتائج الانتخابات هناك وسيطرة الاسلاميين الإخوانيين على الساحة السياسية ،ورغم التصريحات النارية التي تخرج من أو هناك عن الإخوان في الإردن ، ورفع سقف المطالبات بحجم التغيير الذي يتماشى مع فكرهم ويتناقض مع الطرح الملكي بالزمن والمكان إلا اننا نعيش مولد وصاحبه غايب ، وربما يكون مراقب ولكن في النهاية سوف يكون غائب عن مقاعد المجلس السابع عشر ، وبالتالي عن أي تغيير سيتم على طريقة إدارة البلاد سياسيا لمدة أربع سنوات ؟ .