بدء موسم الصورة المبتسمة والجادة والعيون المبحلقة إما فيك أو في السماء ويضاف لها ربطات العنق والشعر المفروق على الحز أو الصلعة التي تلمع وتضيء من أثر ضوء الفلاش ، والشيلات ( للنساء ) أو الشعر المفرود وعلامات الميكاج والخدود الحمر ، ويضاف إلى كل ذلك كلمات تم إختيارها بعناية فائقة للدلالة عن حب صاحب الصورة للمواطن ( كبطاقة إنتخابية وصوت ) وحبه للوطن .
كل ذلك وضع على أعمدة الكهرباء متسلقة لأعلى مستوى وعلى لوحات إعلانية خاصة وعلى أعمدة الإشارات الضوئية ، وجداريات بحجم واجهات العمائر والمحلات ، وهناك من وضعها على الرصيف واسندها للدربزين الحديدي الذي يحيط بالدوار ، والشاطر من سبق ولبق وإحتل المكان المناسب في أول يوم ولكن في اليوم الثاني ظهر أن هذا المكان مطمع للجميع وأصبحت الصور ملتصقة ببعضها البعض وتتعدى على بعضها البعض ، ومن هذه اللوحات من تعرض للتمزيق والتمييل والإنحراف إما نتيجة العواصف الوهمية في عقول البعض أو نتيجة لمشرط إخرج بسرعة من جيب أحدهم فعمل عمله باللوحة .
والنهاية سؤال يطرحه ابنك الصغير عليك ومن باب حسن النية الطفولية .... لماذا كل هؤلاء الرجال والنساء مبتسمين وصورهم تملأ الشوارع ؟ ، وتكون إجابتك له .. يا بني هؤلاء هم نواب المستقبل .. وقلبك يضحك من الداخل لأنك لاتريد ان تشوه فكر هذا الطفل عن معنى الديموقراطية ولكنك مقتنع تماما أن ما يتم هو معركة شوارع وليس معركة ديموقراطية ؟ .