الراعي الذهبي

الراعي الذهبي

خاطرة/ د. م. مراد الكلالدة

الأردنية بيدجوا الكلام دجّ ... فهناك مثل شعبي بيقول: بيسمع بالصلاة وبيطوبز. وشو جاب الأمثال على بالك يا أبو خليل وإحنا قاصدين باب الحراج نبيع السيَّارة.
يا راجل، مش سامع الكمسينجي، بيقولك السيارة سقفها ثلاثة جيد ومقصوصة وبدها هيئة أمامية ...أي عليّ الحرام إنها وكالة وما ساقها غيري. صادق يا جبر ولكن البائع خسران وانت محتاج سيولة وبدكّ تتحمل كلام الناس، روح معي نشرب فنجانين قهوة ومنها بتروّق، وهسة بتشوف رح يلحقنا عالكشك وبتصير أربعة جيد وراسية، إثقل شوية يا جبر. على سيرة الهيئة الأمامية، ذكرتي بالهيئات المستقلة وبالترويج للإستثمار خارج الأردن ... قاطعني جبر وقال: يا إنسان أنت فيش برأسك غير هالتنمية وكل ما دق الكوز بالجرَّة بترجعِلها.
خليّنا نسولف، ولكن هذه قصة حقيقية رواها لي مروّج من إياهم، دخيلك وطيّ صوتك، قاطعني جبر وأكمل: ما هي شغلة مُروجيّ الأغوار بعدها حامية ... دخيلك إتركنا من سيرة الحشيش والنجيل، أي إحنا بدون هالشغلة ومش خالصين.
يا راجل مالك اليوم، مين جاب سيرة الحشيش، أنا بتحدث عن الترويج للإستثمار وأحسن مكان له هو دبي ... أي نعم دُبي ومسقط والدوحة فإن كنت تبحث عن مُشتري، ما إلك إلا تروح هناك. صحيح والله، ياما قرأت في الرأي عن رحلات مسؤولي هيئة تشجيع الإستثمار وهيئة تنشيط السياحة وهيئة المناطق التنموية وهيئة الإتصالات وهيئة المرئي والمسموع وهيئة .... منشان الله بيكفي يا جبر، هلكتني بهيئتك. بتصدق يا إنسان أني سمعت بأن مندوبينا من هذه الهيئات بيدفعوا بلاوي زرقا ليجتمعوا مع بعضهم البعض في قاعة بدبي. وحلفلي واحد من المفوضين بأنهم لا يجدوا حضور واحد من الخلايجة للبرزينتيشن الجاهز لجميع المؤتمرات والندوات. لقد كان هذا المفوض عتبان على الخلايجة، لأن المدير منهم يدخل وحضوره معه أما جماعتنا فحضورهم هالخمسة مفيش غيرهم بيتنقلوا من مؤتمر للثاني. يا أخي أحكيلي ... من وين بيجيبوا كل هالفلوس لكل هالسفرات .... بالك ميزانيتهم أربعة جيد؟ لا يا سيدي، هناك طريقة جديدة إسمها الراعي الذهبي ... مين قصدك ما هو هظاك بالسجن. لا يا راجل، أنا بقولك كيف: يقوم رئيس الهيئة أو شركة التطوير الحكومية برعاية مؤتمر أو معرض (طبعاً مش من جيبة أمه) مقابل وضع هيئته على المطبوعات وتأمين تذكرة درجة أولى وجناح فندقي وسيارة وسائق طيلة وجود معاليه أو عطوفته هناك، والناس درجات مثل ما أنت عارف، فهناك راعي ماسي وبلاتيني وفضي، وراعي غنم ... بمزح معك يا جبر لا تصدق، ولكن لا أدري لماذا أتذكر هيئة راعي الغنم عند سماع كلمة هيئة، بالك هل هناك داعي للوزرات بوجود الهيئات، لماذا لا يستبدوا إسم وزارة بهيئة وبتنحلّ العقدة ويصبح لدينا هيئة الصناعة والتجارة وهيئة السياحة والآثار وهيئة الداخلية ويكون إسم الوزير (أبو هيئة التخطيط) ووزيرة التنمية الإجتماعية (أم التنمية الإجتماعية).
إنتبه، مثل ما قلت لك، هاظ الكمسينجي حضر، ومعه معلم الفحص ورح يعطيك تقرير أربعة جيد ولا داعي لوجود السيارة كمان، أثقل والمشتري بيحضر لعندك إذا كنت واثق من حالك.