أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة أوكرانيا تكشف عن حطام تقول إنه للصاروخ البالستي الروسي الجديد قرض ياباني بـ 100 مليون دولار لدعم موازنة الاردن الجيش يعلن استقبال طلبات الحج لذوي الشهداء الاحتلال يعلن إصابة 11 عسكريا بغزة ولبنان صور - ماذا تقول لرجال الأمن في الميدان بهذه الأجواء؟؟ هيئة النقل : إعفاء المركبات المنتهي ترخيصها من الغرامات يشمل العمومي

عودة عنترة

16-04-2010 09:25 PM

حكاية تعبيرية رمزية تفوح بالوضوح
بقلم :الداعي بالخير صالح صلاح شبانة
Shabanah2007@yahoo.com
صرخت بهم : أسرجوا لي الجواد ، واصقلوا لي السيف ، واعطوني الدرع والترس ، لقد فاض الكيل ، سوف أفعل المستحيلا ...!!!
لم أر إلا ابتسامات ساخرة صفراء ، رأيت السم النقاع من تحتها يكاد يقتلني ...!!!
صرخت مرة أخرى : ما بكم ؟؟
كيف تجرؤون على هذه الابتسامات الصفراء الباهتة بوجهي وأنتم تعرفون من أنا ؟؟؟ هل نسيتم عنترة بن شداد فارس عبس ..؟؟!!
ازدادت الابتسامات الساخرة، وتحولت إلى ضحكات باهتة ، ثم ازدادت حتى أصبحت قهقهات صاخبة ، صفعوني بها ، فأحسست أني أذوب وأتلاشى ...!!!
ألستُ صاحب الجولات والصولات في ميادين الضراب والقتال ..؟؟
اهتز المكان بالصراخ : أنتَ لست عنترة ، وجوادك ليس الأبجر ، وسيفك صدئ ومكسور ، أنت عبارة عن وهم منفوخ ، أنظر حولك ... أنظر حولك !!
ماذا ترى ؟؟ ماذا ترى ؟؟
انك لا ترى إلا أشباحا من الماضي ، تعيش في خيالك الأصفر ...!!
ترى أمجادا عفرها غبار العار ، ترى هزائمنا متتالية ، تُرى ، ماذا ترى ؟؟
أنت تمثال في متحف الشمع بصورة تقريبية لا نعرف صحتها ، ولكننا اتفقنا على تسميتها عنترة ، وقد كان...!!!
وحصانك في سباقات الخيل يقامرون عليه ، وسيفك في صالات الأفراح ، يقطعون به قوالب الكيك ، ويرقص به العرسان...!!!
صفعوني بهذه الحقائق الانهزامية المذلة ، أنا تمثال شمع !! والنبض الذي في عروقي مجرد ومضات تتحرك بالتيار الكهربائي ، ليضئ تفاصيلي المملة التي صممت على شكل عنترة بن شداد ، يتسلى الناس على منظري ..!!
بلى لست أكثر من تمثال لعنترة ، لا يصرخ ولا يثور ولا يحس ولا ينتمي .. حتى لو كان ينظر من أعلى أبراج الأرض ، ومن على منارات البحار التي تهدي السفن الضالة إلى اليابسة ...!!
يبدو أن اليابسة لا وجود لها ، وحصاني في ميادين السبق يقامرون عليه ، وقيمته ليست أكثر من نمرة قد تربح وقد تخسر ، بقدر ما يكسبون عليه في المقامرة ، وقد يتم تهجين نسله عندما حل الحمار مكانه ، وصار الناس أكثر حاجة للبغال من حاجتهم للخيول ، والسيف لم يعد يعانق الرقاب ، وصاروا في صالات الأفراح أحوج إليه من الحروب التي صارت مجرد أسماء وأرقام على الخرائط الورقية ، وصار السيف يعانق الكريم كاراميلا ويغتسل بالزبد والدسم بدلا من دماء الأعداء...!!!
صار السيف في قمة الطموح والانتماء إلى التاريخ يقطع البصل والثوم والخضراوات ...!!!
تغيرت أدوات المعركة ، وصار للحرب قوانين أخرى ، وكلما تطورت أصبحت أكثر قذارة ، وأشد فتكا بالورى والممتلكات والبيئة ، ومستقبل الأرض ، ولا صوت يعلو على صوت المعركة كانت الدوامة أشبه بزوبعة في الصحراء المكشوفة ، لا تجد ما تصطدم به ليفتتها ويهزم فلولها ، تدور حول نفسها بسرعة هائلة وتتقدم في طريق ما ، لم تحدده بالضبط ، وكل الأشياء الصغيرة والخفيفة التي تأتي بوجهتها تحملها معها ، وأحيانا تشتد وتكبر وتعلو وتسرع حتى تأخذ الخيام والناس والأنعام ، وقد تهدم البيوت وتقتلع الأشجار ، هكذا كانت دوامتي أنا عنترة وخيبة أملي بأهلي وناسي ، وعربي المهزومة ، وقد تركتها قوية لا تهزها الريح ...!!!
تلاشى صراخي ، قد يكون الصمت أبلغ من الكلام ، ولكنه كان يعتمل في داخلي ، مثل بركان في جوف الأرض يبحث عن منطقة رخوة يفجر من خلالها حممه المصهورة ...!!!
أحسستُ بدموع تترقرق في قلبي ، عيناي لم تعودا مخزنا ومصنعا للدموع ، هذا سيفي الذي قاتلت به ونلت من الأعداء ، وكم من الرؤوس أوقع ، وهذا حصاني الأبجر ، وهذا درعي ، وهذا ترسي ، وذاك رمحي وتلك كنانة سهامي ، إذ طالما بريت وأخي شيبوب وأخي جرير هذه السهام ...!!!
إذن أنا موجود ، ولست نكرة ، والأبطال أمثالي لا يموتون إلا إذا ماتت الأمة ، والأمة لا زالت موجودة ، رغم مرضها ووهنها إلا أنها موجودة ...!!!
كان هناك صراخ معادي لظهوري ووجودي في ضمير الأمة يصرخ بي لأعود إلى قبري ، يأمرني بالموت ، لأن حياتي عار عليه وشجاعتي تدمر جبنه ...!!!
لا زال الصوت يصرخ ويقول :أرقد في قبرك ..فالحياة عار عليك أيها الإرهابي عدو السلام ، العصي على التطبيع ، اذهب إلى التاريخ الذي تحاول تفجير ذمته التي حفظت لك اسمك وتاريخك ، وتعيدك لتلهو بك ، فمثلك فارس مغوار انتهى زمانه لا يكن أن يعيش في زمن غيره بكرامة وسؤدد ، أنت الفارس الهُمام ، والفارس لا يمكن أن يتخلى عن فروسيته ويخون شرفه الرفيع ..!!!
أغمضت عيني ، رحت في سبات ، تلقفني الموت من جديد ، لا زلت واقفا ، فالأشجار تموت واقفة ... أنا مجرد تمثال من الشمع ، بلا روح بلا حس ...!!!
صوت الضحكات والقهقهات لا زال يصفعني ...!!!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع