محمد حسن العمري
***
الشوارع الاردنية مكتظة تحجب الشمس في النهار وتحجب اضواء الشوارع ليلا ، يافطات الوجوه المكررة ، مؤذية لكل مشاعر الغضب الصامت بوجهها اليوم حتى تنقشع ، ما
ما بين 2007 ،حيث لم يكن للربيع العربي حتى ارهاصات ، اعترفت الدولة الاردنية بسرقة نتائج الانتخابات التشريعية من اصحابها الحقيقين بعد وعود من رئيس وزراء هش كان يحكم يومها " ديكورا" يحضر اجتماعات رئاسة الوزراء احيانا ، ولا يعرف اين يقضى بقية يومها بعد ذلك ، عرف ان الانتخابات زورت بعد خروجه من الوزارة بسنتين ، وما بين انتخابات 2010 حيث بداية انغام العزف العربي على " الحرية " لم تقتنع المعارضة لا بقانون الانتخاب الفريد ، ولا بالذي اشرف عليه ، رئيس وزراء مطلوب وعائلته بأكملها من الرئيس الجد والرئيس الاب والرئيس الحفيد في فساد " مدور " طال هبات الاردنيين مرتين بعهد الملك حسين ، حجبت الثقة عن الجد بحالة فريدة في المجالس التشريعة الاردنية ، وثارت الاردن بأطيافها على الاب غير بعيد عام 1988، ومنح مجلس الحفيد المفصل بالتوافق وغياب المعارضة 111 صوتا للثقة كان ان اسقطه غضب الشارع قبل ان يحله الملك ، لتصير الى انتخابات 2013 ؛، التي فرضها الربيع الاردني وهبته مبكرا في وجه الفساد ، و انسحابه " الجماهيري " بآخر رئيس وزراء رفع اسعار الوقود بعضها فوق الثلث ، و في ذروة الحراك بوجه الفساد و " الغلا" دون ان يفكر صناع القرار إلا ان " الرائد يكذب أهله."..
انتخابات " تخوضها الدولة مع نفسها ، يتعارك رموز فساد فيما بينهم ، طالتهم لوحات " المدسوسين" المرفوعة غضبا في شوارع عمّان والمحافظات ، ثم جاؤوا في قانون انتخاب مفصل لعودة اركان الفساد بالجملة ، ومن اشلاء صناديق ألاقتراع
تطارد هذه الفلول المكدسة بالقوائم ، زمرة قليلة من الاحزاب " الكالحة " التي لا ينتسب لها الا اعضائها القياديين من مرجعيات يسارية واسلامية تبحث عن انتزاع اطراف " القسمة " في ظل غياب التيار الاسلامي المنطوي تحت قيادة الاخوان المسلمين والجبهة الوطنية للانقاذ و رموز المعارضة السياسة الكبرى المعرفة طوال ربع قرن..!!
خاضت جبهة العمل الاسلامي تجارب " برغماتية مطلقة " مع الدولة الاردنية ، فترشحت بأمر من الملك حسين عام 1993 بقانون فريد هو الصوت الواحد ، عاودت ندمت عليه فقاطعت عام 1997 ، ولما ارهقها التهميش عادت وشاركت بعد ذلك ، ولما صارت الى عام 2007 دفعت برموزها " القيادية الحمائم " كعربيات و غرايبة ، وقررت اثرها " قوى صنع القرار " في الدولة افشالها رغم كل التوافق بين الطرفين ، ومن تاريخه لم يعد لوعود الدولة بالنزاهة وسن القوانين التي تتغير كل " رئيس وزراء " اي قيمة تذكر ، الحراك السياسي لم يعد مقتنعا لا بالحركة الاسلامية كبوصلة للمعارضة ولا بأية حكومة كراعية للخروج من " المأزق " ، الاخوان مقاطعون اليوم وهذا هو المنطق بعد أن اغلظت " الحكومة ايمانها مرتين وتكذب في التزوير ، و لا نعرف من يصنع قوانين الانتخابات هذه التي تفصل لغاية ثم تنسف بعدها ، ولا احد يعرف حجم النسف الذي ستطاله الانتخابات القادمة ورموز الفساد يتزعمون رؤوس الكتل المعروفة والمرشحة لقطف هذا الربيع الاردني الذي تغبر فجاءه و انكفاء الى ريح " خريفيه هوجاء!!
الانتخابات اليوم خارج حساب " العقلاء " والحكماء ، الناس تضج في كل مكان ، من المؤكد انها لا تنتظر رؤوس الفساد ان تأتي " بشرعنة " مفصلة لهم عبر " صناديق " مثقوبة ، و اهل الحل والعقد ينحازون الى " اصغر " ما يوصف بالعقول..!!
خرجت دولة المغرب من كبوة الفساد وتغول الاسماء المتوارثة بانتخابات مفتوحة السقوف على النتائج ، ولم تفصل لها قوانين تحبطها وتحبط اركان الدولة معها ، وخرجت مصر واليمن وليبيا و تونس كل على طريقتها من هذا الطوفان ، وما تزال تصارع " سوريا " بحثا عن ذاتها ، اما في الاردن فيدور الفساد بانتخابات ابسط ما يقال فيها انها رُسمت على نحو " أحمق" في ظروف لا يقدرها صناع القرار ..!!!