ينشغل الكثيرون هذه الأيام بدراسة ظاهرة العنف في الجامعات، ويتساءل البعض عن الأسباب التي تؤدي إلى وقوع مشاجرات بين طلبة الجامعات، وأفيدُ هؤلاء بالأسباب التي ربما تقف وراء هذه المشاجرات الفردية منها والجماعية:
أولاً: براءات الإختراع، فمن حق الإنسان أن يحافظ على حقوقه فيما يتعلق بنتاجه الذهني وابتكاراته، وأن يبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس، وعندما يعتدي طالبٌ على براءة إختراعٍ لطالبٍ آخر، فإن رد الفعل الطبيعي على ذلك الإعتداء يكون بمشاجرة.
ثانياً: التنافس المحموم على التميز الأكاديمي: وهذه من الآثار – غير المرغوبة- للطموح والتنافس على المراتب الاكاديمية المتقدمة، وهي على العموم مؤشر إيجابي لولا أنها تأخذ في بعض الأحيان مظهراً عنيفاً يتمثل في التشاجر.
ثالثاً: الاختلافات الأيدلوجية: فمعلومٌ أن الصراع دائرٌ على أشده حول المبادئ والأفكار الكبيرة، لكن تطورات الصراع الناجم عن هذه الاختلافات الأيدلوجية والتوجهات الفكرية بين الطلبة تحتاج إلى مزيد من الترشيد حتى لا يتطور الأمر- كما هو حاصل- إلى مشاجرات
رابعاً: أسباب أخرى وجيهة، لا علاقة لها بـ \"الجندر\"، أو العصبيّات القبلية، أو نغمات الهواتف الخليوية، أو نتيجة مباراة رياضية، أو الجلوس في مقعدٍ ما، أو حتى مجرد النظر إلى الآخر شزرا.
خامساً: أسباب أخرى هامشيّة، لا علاقة لها بالتربية أو غياب الإنموذج والقدوة، أو الإحباط، أو الفراغ، أو إنفلات الأخلاق من عقالها، أو قلة العقل والحياء، أو عدم فاعلية القوانين والأنظمة، أو الإستلاب الحضاري الذي تعيشه الأمة بأسرها ناهيك عن أبنائها. فطلبة الجامعات – أعانهم الله- مشغلون بإنتاج المعرفة والدراسات والأبحاث والواجبات، وليس لديهم من الوقت ما يكفي لممارسة أفعال التشاجر.